رواية اعترافات نفسية بقلم محمود عبد الستار مهنى .. المرأة لغزٌ لا يعنيني حلُّه؛ إنني إنِ انتقدتُ المرأة وأنا لا أعرفها لضحكوا مستهزئين، قائلين: إنَّه ينتقد ما لا يعرفه. ولو انتقدتها وأنا أعرفها لقالوا: لا شكّ في أنَّه خُدع من امرأة. ولو قلت لهم: إني لم أُخدَع من امرأة, لقالوا- مُهاجمين-: أتنتقد المرأةَ دون أن يحدُث منها ما يسيئ إليها؟! إنَّ هذا جوهرُ الافتراء. على كلِّ حال, سواء حدثَ من المرأة ما يسيئ إليها أو لم يحدثْ لا تنتقدِ المرأة لأنك حينها أنتَ الخاسر. إنّ المرأة هي مَن تستطيع تجميلَ حياة الرجل أو تقبيحها, لا أنكر أنَّ المسئول الأول عن جمالِ حياة الشخص هو ذاتُه, لكنَّ شريكَه يساعده ويقوِّيه, فيجعل حياته أكثرَ جمالًا, كما أنه قد يجعل أيامَه أكثرَ قبحًا. ولمّا كانتِ الرواية تتحدَّث عن أشخاص غير سويِّين حيث تكلمتُ فيها عن الرجل غير السوي, وكذلك المرأة غير السويّة, فعندما تُذكَر المرأة بسوء في روايتي فأنا بكلِّ تأكيد أقصد غيرَ السويّات, أمّا عن النساء فهنَّ الجميلات المجمِّلات للحياة, لكن ليس كلهن؛ فالخيانة قبيحةٌ للغاية, وبقدر فيضان الحبِّ من الطرف الوفي يفيض القلبُ ألمًا, وأما الخيانة فتحدُث من الرجل والمرأة على السواء, فالخيانة لن أصنفَها بأنَّها طبيعة إنسانية؛ بل هي طبيعة وجودية. كما أنَّ الوعي ليس هو اللعنةَ الحقيقية؛ بل الوجود, فكلُّ الكائنات تتألم. ولمّا كان الإنسان أنانيًّا بطبعه فإننا نجده يلعنُ ما يخصُّه, على كلِّ حال كلُّ الأنوار لها ظلٌّ, فالوعي له ظلٌّ على ذلك. محمود عبد الستار