مررتُ بكل أنواع القسوة في حياتي، أنا ومن حولي لم نعِش لحظةً طيبة، حتى تولدت في قلوبنا العقدة التي لم تنفك، الحياة كانت مظلمة وقاتمة، لم نكن نعلم معنى شعور السعادة، قبِلنا على أنفسنا أن نكون عبيدًا،
القفص بابه كان مفتوحًا، ولكننا اخترنا البقاء في الداخل، كالحيوان الأليف الذي اعتاد صراخ صاحبه، لم يحاول أحد الهرب، رغم كل القاذورات التي كنا نعيش فيها، وجدنا أنفسنا بين جنبات ذلك المنزل. هبطتُ نحو القاع، حتى وصلت إلى الحضيض، لم أملك الخيار، كل ما مررت به من قسوة كان بمثابة أساس البنيان للحصن المنيع الذي أعِيشه الآن، الذل الذي أخذ منا مأخده، من إخوتي، من كل هؤلاء الباكين، لم يكن سوى اختبار، ولكنه اختبارٌ ينهش قلوبنا حتى ذبحها، قتل كل مشاعر الإنسانية بدواخلنا، فخلق وحوشًا تنهب من الدنيا السعادة حتى لو على حساب غيرها.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.