في آخر إحدى ليالي المحاق الطوال، أطل من النافذة المفتوحة ربع قمر. استرسلت أشعته العاجية، متسللة داخل الغرفة، متسلقة السرير حتى أضاءت وجه مانكي المغشى بالسهر، قمر بارد تكتنفه الأسرار،
لا يكترث لمصير البشر. صوت نفس مانكي المتقطع ينبئ عن ساهر وحيد في سكون الليل. عفوياً حملت يدها اليسرى، بأصابعها الدقيقة الناعمة، ثم وضعتها على خدها الأيمن، ملامسة وجنة لها لطافة الدراقة اليانعة، ينديها دمع خفيف كالرذاذ، انزلقت من فوقها الأصابع متحسسة الشفتين المكتنزتين اليابستين، تمر من بينهما نسمة حياة دافئة.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.