تتناول رائدة أدب القرية والمهجر إملي نصرالله في هذه المجموعة القصصيّة معاناة الإغتراب والحرب والحنين التي عصفت بالمجتمع اللبناني، وتروي آلام وآمال الصغار والكبار من خلال خواطر ورسائل يكتبونها للأقارب والأحبّة. في "جبل السندورس" يخاطب عالم الجيولوجيا سامر أمه ويطلب الغفران بعد قضائه سني الغربة طلبًا للعلم، حيث يقع في حبّ امرأة يبني معها عائلة جديدة، قبل ان يدبّ به الحنين الى القرية وحجارة جبل السندورس ذات الموادّ المشتعلة، فيقررّ العودة.
الغربة عن الريف لا تلازم من يغادر الوطن فقط بل أيضًا أهل المدينة. في "الطاحونة الضائعة"، تصطحب الأم القاطنة في المدينة ابنتها الى الضيعة، فتعود بها الذكريات الى طاحونة الضيعة لكنها تكتشف ان الطاحونة اصبحت، كالذكريات، مدفونة في ماضٍ لن يعود. قصصٌ أخرى في المجموعة تروي حكايات الحرب اللبنانيّة والحصار الجسدي والنفسي للصغار القابعين في الملاجىء، والكبار الجالسين خلف الشبابيك المغلقة وقريبًا من خطوط التماس.