رواية العودة بقلم سارة سيف الدين..في أحد الأحياء الراقية بمدينة القاهرة حيث تراصت المساكن ذات الطابقين فقط جانب بعضها البعض على جانبي الطريق الذي زُيّن بالكثير من الأشجار منها الكبير والصغير، وقرص الشمس يزهو بنفسه معلناً انتصاف النهار؛ كان هناك شخص يبدو منافياً تماماً للمكان بملابسه الرثة وهيئته غير المهندمة وجسده الهزيل، سار في أحد الجانبين مُطأطِئ الرأس يقدم خطوة ويؤخر أخرى، وقد ارتسمت على وجهه كل معاني الحزن واليأس.. بدا وكأنه لا يعلم إلى أين هو ذاهب، فلم يكن ينظر أمامه!! أو ربما يعلم جيداً متى سيتوقف!!

 الطريق كان هادئًا تماماً وخاليًا من المارة ماعداه، فإذا اقتربنا منه وجدنا خلف هذا الكم الهائل من الحزن واليأس والكثير من التردد وجه شاب تعدى العشرين بثلاث سنوات، لم يزل بريق عينيه يلمع مع بعض أثر العبرات التي تسبح فيهما، وأخيرًا قرر أن يرفع رأسه ويتوقف عن السير وهو يتطلع بنظرة حزينة جداً لهذا المنزل الأنيق القابع في الجانب الآخر وقال في نفسه:
" لم تتغير كثيراً.. على الأقل من الخارج لكن ............ أنا واثق أن الكثير تغير في الداخل " 

1984

(0)