رواية بقايا رجُل تأليف د. محمد محمود أسعد .. أليست الكتابة وسيلة تعبير لما يعتلج في صدورنا من آلام وأحزان؟! أليست هي صرخة وهمسة وأحيانًا معايشة وإحساس بما يجري حولنا من وقائع؟! رواية "بقايا رجل" تجربة سردية ترصد إجحاف مُجتمع يرى ويسمع ويسكت على ظُلم الأنثى فيُحزنها في مولدها ونشأتها وميراثها. كم من مرَّة سمعنا عن إشهار آدم سيفه المسلط على رأس حواء في عالم منافق يُناصر الظالم وأصحاب الجيوب المليئة، بينما رفعت حواء رايتها البيضاء خجلاً، وجلس إبليس قريبًا منهما يضحك. كم من رجالٍ رجوا أن يكون مولودهم ذكرًا لا أنثى فعندما خاب رجاؤهم خفتت أصواتهم وبهتت أنوارهم وشحبت وجوههم، لم تكن هي بأي حال مُذنبة لكنهم رأوها هكذا لأنها جاءت خلافا لرغبتهم. رواية "بقايا رجل" ليست فقط حكاية ليلى وفاطمة وأخريات عانين الأمرَّين من ظلم الرجل وجبروته، هي ليست إقليمية ومقصورة على بلد دون آخر، إنما هي قصَّة كثيرات من بنات حواء في مشارق الأرض ومغاربها يعشن في أحفور التسلُّط والتنمُر، هي قضية بحجم الإنسانية.. مسلسلُها دامٍ لم ينته بعد. هل تستطيعون يا بنات حواء أن تعلونها كلمة واحدة أمام رجالكم: كفاكم همجية، كفاكم بخسًا لوجودنا معكم، لقد شوهتم وجه الإنسانية الجميل وعدتم بنا إلى زمن الجاهلية. ألم تكن لكم الأنثى يا معشر الرجال بنتا أنيسة، وأختا رحيمة، وزوجة حبيبة، وأمًا رائعة، إن لم تكن كذلك لماذا أصبحت أحق بالصحبة والإكرام، وإكرامها وبرها أقرب سبيل للوصول إلى جنة عرضها السماوات والأرض.