حِينَ يَتجرَّدُ العالِمُ مِن أبسَطِ قَواعِدِ الأَخْلاق، يُصبِحُ مِنَ السَّهلِ عَلَيه التَّضحِيةُ بكُلِّ شَيْءٍ حتَّى ولَوْ بعُقولِ بَلْدةٍ بأَسْرِها. هذِهِ قِصَّةُ بَلْدةٍ صَغِيرةٍ مِن طِرَازٍ خَاصٍّ لَا يَعرِفُ أهْلُها شَيئًا مِن شُرُورِ العالَم، تَقعُ ضَحِيةً لطُموحِ عالِمٍ مَجْنونٍ أَرادَ أنْ يُثبِتَ نَظَريَّةً مِن وَحْيِ خَيالِه، فَلَمْ يَجِدْ إلَّا الخِداعَ وَسِيلةً لِلإِيقاعِ بأَهْلِها المُسالِمِينَ الَّذِينَ وَجدَ فِيهِم ضَالَّتَه، ورَأى فِيهِمُ النَّمُوذجَ الأَمْثلَ لاخْتِبارِ نَظَريَّتِهِ تِلكَ حتَّى لَوْ تَسبَّبَ ذلِكَ في هَلَاكِهم. فهَلْ سيُدرِكُ هَدفَه، أمْ سيَكُونُ للعِنايةِ الإلَهِيَّةِ رَأيٌ آخَر؟