رواية جسد ضيق بقلم هويدا صالح .. تدور أحداث الرواية في أحد أديرة النساء بمصر، حيث تقرر بطلة الرواية أن تترك حياتها المليئة بالتعاسة وتذهب إلى الدير لتعيش حياة الراهبات، وفي أثناء الرحلة للدير تعود عبر الفلاش باك لتستعرض رحلة حياتها وما أوصلها إلى اللحظة الراهنة. ولا تكتفي الكاتبة باستعراض حياة المرأة وعلاقتها بالعالم، بل تصنع تاريخا لهذه البطلة في صعيد مصر، ومن خلال هذا التاريخ تكتب سيرة بعض الأسر المسيحية، نشأتها وعالمها وعلاقتها المتشابكة مع الحياة ومع المسلمين في جنوب مصر. ولم تكتف الكاتبة بكتابة سيرة حياة البطلة، إنما سيرة حياة الإنسان المسيحي وتلك العلاقة الملتبسة والمشتبكة مع تاريخه الفرعوني من ناحية والقبطي من ناحية أخرى وعلاقته بالآخر المسلم. وتفيد هويدا صالح في روايتها الجديدة من تقنيات السرد الحداثي من كرنفالية السرد وشاعرية العالم والوثائقية الجديدة مع توظيف التاريخ والأسطورة لتعميق رؤية العالم لدى الأبطال.. إنها رحلة سوسيولوجية في تاريخ العلاقات السرية بين المسلمين والمسيحيين. ومن أجواء الرواية.. "منذ طفولتها وصورة الراهبات تثير دهشتها وفضولها.. منذ أن كانت تذهب مع أبيها إلى دير الراهبات في الجبل، وهي ترسم لهن صورة ملائكة بأجنحة بيضاء تجسدت على الأرض.. كانت تراهن في مولد العذراء وقد وقفن يطبطبن على أطفال مذعورة من الزحام والصخب.. يقفن في شموخ وتسامح يهبن البركات للنساء الريفيات الراغبات في بركة يسوع".