رواية خط الاستواء بقلم فاطمة الناهض..تتميز الرواية بالدرجة الأولى بتكوينها العمراني . فشخوص السرد، حتى وإن كانوا يتقدمون الى الحكاية كل من زاويته، إلا أنهم ينسجون على مغزل واحد، ويتناوبون على لوحة واحدة، سرعان ما تُضاء الحجرات المعتمة فيها شيئا فشيئا.
تبدأ الرواية من مكان يكاد يكون هو العدم نفسه. إذا كان جديرا بشيء، فانه جدير بالفرار منه. وعلى أمل الفرار يلتقي "صالح" بـ"عليا"، لكي يبنيا حلما مشتركا. ولكن من هذا السعي، لبناء مهرب لائق وآمن، يبدأ الافتراق بين الشابين. كما تبدأ المفارقات. ففيما يبدو أن صالح يستسلم لقدره، أو ينسحب من الحياة. تغذ عليا الخطى نحو أفق مختلف. عالم بكامله سوف ينشأ بين ثنايا هذه الحكاية، إلا أن المكان نفسه لا يتغير كثيرا، كما يتغير الأبطال أنفسهم على نحو دراماتيكي مذهل.
الباحثون عن الحياة كما يحلمون بها، في عز القحط والخواء، قد يرون ذلك النعيم على بعد سكة حديد وتذكرة قطار، ولكنهم ينسون انه قد يكون بين أيديهم أيضا.