رواية رقصة قين بقلم يسلم حميده .. كانت تلك اللحظة بمثابة تأكيد للجميع على أن هذا الشاب لم يكن مجرد عبد يشارك في البطولة، بل كان بطلًا تتجاوز قدراته كل التوقعات. شعر الجميع بأنه جزء من شيء أعظم بكثير مما يمكن إدراكه.
في دهاليز خيمة التغسيل المظلمة، جلس الشاب بهدوء، ووجهه محني فوق جسدها الهامد، وشعره المبتل بالدموع ينسدل على ملامحه المتعبة. رفع نظره نحو سيده الجالس بجواره، وقال بصوت متهدج: "لماذا تحمل نفسك عبء البكاء على خادمة يا سيدي... أم ينبغي أن أناديك يا أبي؟"
وفي مكان آخر، بينما كان يغادر بعد أن عهد بأخته المصابة إليها، كانت تراقبه بعينين مملوءتين بالحزن، تتساءل في نفسها عن تلك المأساة التي ألمت بهذا الشاب المسكين وعائلته البائسة.