رواية رياح يناير بقلم أشرف الصباغ ....ترك جسده يسير بقوة الدفع نحو الميدان، في اتجاه تمثال طلعت حرب. الجموع تهجم من كل الاتجاهات، والجنود يوجهون أسلحتهم. الجموع تكاد تطبق على صدر الميدان الملئ بالسيارات العسكرية والجنود المسلحين المستعدين لإطلاق الرصاص في أية لحظة. وفجأة تهجم من الخلف مجموعات غفيرة من المخبرين
والجنود في ملابسهم المدنية، ينزلون بهراواتهم على الأجساد التي أججها حماس الهجوم والأمل في اكتساح هذه البقعة السوداء التي تحتل صدر الميدان. تشتعل الحرائق فجأة، يتساقط زجاج الفترينات، تتناثر أجساد الناس في رعب وهلع، تتفرق، تتشتت يمينا ويسارا. يشعر بشير فجأة بالبرد والخوف، يطير الرعب بجسده: في أى اتجاه- لا يهم . كل ما يهمه الآن هو الإفلات ليس من جنود الأمن المركزى الذين يقفون كالتماثيل، يطلقون الرصاص بين الحين والآخر، وإنما من هؤلاء المخبرين الذين يضربون ويهشمون ويشعلون الحرائق، من تلك الوجوه القاسية والأيدى الغليظة التى لو أمسكت بـه لمزَّقته. كل شئ يختلط.. المخبرون يضربون ويهشمون.. والناس يحرقون ويختطفون البضائع من المحلات التي تحترق..