صفق السندي بيديه.. فاقتحم الشرطة المكان.. وجوه قاسية جامدة.. منحوتة من صخر وقلوب مصبوبة من الرصاص، وقد دقت الساعة النحاسية آخر دقات الليل.. سقطت اثنتا عشرة كرة من نحاس.. رنت في منتصف الليل.
في ذلك الزمن النحاسي مد موسى يده المعروقة ليتناول رطباً مسموماً وعنباً.
نظر الإمام إلى نقطة ما في سقف السرداب.. كانت نظراته تخترق القضبان والصخور والظلام همس بصوت حزين: يا رب.. إنك تعلم أني لو أكلت قبل اليوم كنت قد أعنت على نفسي.. غمغم السندي بصوت أجش: كل يا موسى أنه رطب لذيذ خصّك به الخليفة...
رواية على الجسر ببغداد تأليف كمال السيد
رواية على الجسر ببغداد بقلم كمال السيد..جثم صمت رهيب فوق المكان.. في ذلك السرداب البعيد عن سطح الأرض.. في ذلك القبو كان موسى يستعد للرحيل.. للخلاص.. وقف مدير الشرطة ينظر إلى سجينه.. وقد وضع بين يديه طبق "الخلافة".. طبقاً مليئاً بالرطب وبالعنب.