رواية في السمائي والغمام من تأليف معزة محمد آدم .. رجل وامرأة يقفان في وسط صحراء مترامية
الأطراف الرمال تحيط بهما من كل جانب، تمتد كبحر من الذهب المتوهج تحت شمس لا ترحم كلاهما ملثم حيث تغطي الأقمشة الداكنة وجهيهما تاركةً العيون فقط بارزة. عيونهما تتلألأ في الضوء المشمش حادة ونابضة بالحياة وكأنهما مرآة تعكس غضب الصحراء وقسوتها وفي الوقت نفسه تُلمح بشيء من الغموض والحذر كحل أسود كثيف يحيط بعيونهما يزيد من حدتها ويعطيهما هيبة غريبة كأنهما مخلوقان من زمن آخر
كلاهما يرتدي عباءات سوداء داكنة تنساب على أجسادهما كظلال تتحرك بخفة وسط الرياح العباءات تحمل طابع القوة والبساطة، بلا زينة أو زخارف، لكن الكرامة تتدفق من كل طية فيها الرمال تتحرك تحت أقدامهم بصمت بينما تلوح في الأفق سلسلة جبال بعيدة كأنها حارسة للصحراء الممتدة
الصورة تتنفس كأنها من روح العصر الجاهلي؛ حيث لا شيء سوى الصحراء والرياح والشمس والقوة الصامتة التي تميز رجال ونساء ذلك الزمن
تستيقظ ليان من نومها وعلامات الحيرة تخيم على وجهها و يثير تفكيرها الحلم الغريب الذي رآته، فتجثم على سريرها منغمسة في تأملات تمتد لنصف ساعة. لكن سرعان ما تدرك أن ما يهم حقًا هو ما سوف ترتديه اليوم فذلك يُشعرها بطبيعة مستقبلها الدراسي وأهمية نظرةالعائلة لها فهي في عامها الاول في دراسة الطب كان يغمرها شعور بالتحفز والفخر والثقة؛ وهذا ما يُعدّ أكثر أهمية من ذلك الشاب الوسيم الذي ظهر في حلمها.