الـ«كينتوكي» ليس حيوانًا أليفًا، شبحًا، أو إنسانًا آليًا. الـ«كينتوكات» مواطنون حقيقيون. تكمن المشكلة - كما يُقال في الأخبار وعلى الشبكات الاجتماعية- في أنه لا يحق لشخص يعيش في برلين أن يتمشى بحرية في غرفة
مواطن في سيدني؛ بنفس الصورة التي لا يُمكن بها السماح لشخص يعيش في بانكوك أن يتناول إفطاره مع أبنائك في بوينوس آيرس، خاصة وأن هؤلاء الأشخاص الذين نتركهم يدخلون حياتنا، ليسوا فقط غرباء، وإنما مجهولين تمامًا. تطرح هذه الرواية العلاقة المعقدة التي تجمع البشر بالتكنولوجيا، بأوجهها الظاهرة والخفية، وتلك التي لا يُمكن توقعها، فيتجدد عبر صفحاتها مفهوم «شهوة التلصص»، إذ يختبر القارئ حدود الأحكام المبدئية، الخصوصية، الرغبة والنوايا الحسنة. «كينتوكي» عمل مذهل تتجاوز قوة معانيه الانجذاب الذي تولده صفحاته. إنها فكرة سوداوية، غير تقليدية، وشديدة العقلانية فيما تطرحه، وبمجرد أن يدخل المرء إليها، لا يمكنه الفكاك منها.