رواية ليالي عزبة البوهي بقلم عاطف عبد الرحمن..هذه روايةٌ خاصةٌ جداً ؛ لا تشعر معها أنك تقرأ عملاً مستخرجًا من الخيال؛ لا تشعر أنَّ هذا القلم يَكِدُّ ليستخرج الأفكار ويربط الأحداث . بناءٌ كالأهرامات تجده بسيطًا مكوَّنًا من مكعباتٍ لا أكثر؛ لكنك لو حاولت تقليد البناء ستبذل جهدًا جبارًا ولا أضنك ستتفوق . بعض الأعمال ينطبق عليها مقولة " سهل ممتنع " هذا العمل منها؛سهلٌ جذابٌ ممتعٌ ممتنعٌ . وأنت تقرأ " ليالي عزبة البوهي " تقول لنفسك :" كل الاحتمالات قائمة " لكنك حين تُنهى القراءة تقول :" كان لابد أن يحدث كل شىء كما قُدِّر له؛ ليس ثمة أحتمالات أخرى. "
هذه الرواية تأخذك إلى عالمٍ سريٍّ جدًا؛ عالم الطرق الصوفية؛ فرغم صغر حجمها إلا أن كاتبها أتقن السرد والحبكة ورسوم الشخصيات؛ مما يُشعرك برغبةٍ عارمةٍ فى تقمص دور المخرج الذي يقرر الممثل الأنسب لكلِّ دَوْر .
كلُّ كاتب يريد لنفسه الصمود والصعود؛ عليه أن يقرأ ثلاثية هذا القلم ليتعلم ويستفيد من مملكة السرد الخاصة به دون غيره .
