رواية ماكياج خفيف لهذه الليلة بقلم حسن داوود..بلغته المتماسكة والبسيطة يتوغل حسن داوود في أعماق بطلة الرواية التي تعيش حياةً ثانية في ظل الغيبوبة التي عانت منها، وهي ككل النساء، تحن إلى الآخر وتهتدي إليه رغم ما تعانيه لكنها تبقى أسيرة حاضرها الذي لم تستطع التحرر منه ومن التشويهات التي أحدثتها الأيام فيها، لقد فقدت قسماً من ذاكرتها واتسعت غيبوبتها لتمحو من ذاكرتها ثلاث سنوات كاملة "مساحة بيضاء في رأسها، مساحة سقطت مثلما تسقط قطعة من الأرض ويسرع الحدّان اللذان إنشقت عنهما إلى الإلتحام تاركين ما سقط إلى الأسفل في الأسفل".
كانت شبه نائمة أو ميتة لكنها عندما إنتبهت أول مرة إستجابت للضجيج وإستجاب جسمها للهواء الطبيعي بعد أن أخرجت من القبو الذي كانوا يضعون المرضى فيه. وكإمرأة هالها ما أصابها فإن ما يبدو إنه جرح أو ندبة ما بين أذنها وأعلى صدرها كان يخفي تحته تلك الأشياء التي تمزقت أو تقطعت.
فجأة تستعيد بطلة الرواية ما كانت فقدته منذ أربع سنوات لم تشعر فيها بشيء، وهكذا دفعة واحدة كأن أنابيب أو شرايين معطلة مسدودة في داخلها إنفتحت وتدفق فيها الدم فجأة.
لقد لامس الكاتب بدقة كل التحولات التي تعتري المرأة وهي في حالة تأرجح بين الضعف والقوة، بين الإستسلام والتمرد. وروايقة تعكس صورة إمرأة تتقادى على عاهاتها وأوجاعها لتحيا حياة طبيعية تسترد فيها أنوثتها ورغبتها الخالدة في البقاء أنثى رغم ما يحيط بها من ظروف