رواية مريمة والرحيل

رواية مريمة والرحيل

تأليف : رضوى عاشور

النوعية : روايات

قالت مريمة: "رأيته بعد الغسق بقليل, ظننته القمر إذ كان كبيرا ومضيئا, ثم رأيت القمر فى الجهة الاخرى فاستغربت. بعدها نمت فرأيته مرة اخرى, ولكنه كان فى الحلم أكبر. كان نحاسياً ومتوهجاً ومشرفا على جبل,

وعلى الجبل الوعل عظيم تعلو رأسه قرون شجرية ملتفة. وكان الوعل ساكنا وكأنما قُد من صخور الجبل الذى على قمته. ثم استيقظت". رفعت مريمة طرف ثوبها ومسحت العرق المتفصد على جبينها. أما المرأة المتربعة بجواراها على البساط فأخرجت من جيبها حقا حديديا صغيراً وفتحته, غمست فيه طرفى إبهامها وسبابتها وأخذت منه قدراً من مسحوق أحمر داكن, قربته من فتحت أنفها واستنشقت بقوة. مرت لحظة صمت أعقبها عطس متكرر. عطست أم يوسف عطسة أخيرة, ثم هزت رأسها, ثم مسحت أطراف أصابعها فى خرقة وضعتها بالقرب منها, ثم أمسكت بقلم الورقة, وخططت أرقاماً وحروفاً. لم تغلق مريمة باب الرجاء, وظلت تتطلع الى المرأة العارفة التى بدا وجهها مستغرقا ومقطبا. انفرجت قليلا ثم أخرجت أكثر فانفلت من مريمة السؤال: خير؟! تنحنحت أم يوسف ثم قالت: مارأيته يا أم هشام هو النجم المذنب وهو لا يظهر الإ منذراً باشتغال الفتن وتبدل حال بحال إذ ينبئ بزوال مُلك الظالمين وهلاكهم الوشيك. والسؤال هو متى يتحقق ذلك؟

قالت مريمة: "رأيته بعد الغسق بقليل, ظننته القمر إذ كان كبيرا ومضيئا, ثم رأيت القمر فى الجهة الاخرى فاستغربت. بعدها نمت فرأيته مرة اخرى, ولكنه كان فى الحلم أكبر. كان نحاسياً ومتوهجاً ومشرفا على جبل,

وعلى الجبل الوعل عظيم تعلو رأسه قرون شجرية ملتفة. وكان الوعل ساكنا وكأنما قُد من صخور الجبل الذى على قمته. ثم استيقظت". رفعت مريمة طرف ثوبها ومسحت العرق المتفصد على جبينها. أما المرأة المتربعة بجواراها على البساط فأخرجت من جيبها حقا حديديا صغيراً وفتحته, غمست فيه طرفى إبهامها وسبابتها وأخذت منه قدراً من مسحوق أحمر داكن, قربته من فتحت أنفها واستنشقت بقوة. مرت لحظة صمت أعقبها عطس متكرر. عطست أم يوسف عطسة أخيرة, ثم هزت رأسها, ثم مسحت أطراف أصابعها فى خرقة وضعتها بالقرب منها, ثم أمسكت بقلم الورقة, وخططت أرقاماً وحروفاً. لم تغلق مريمة باب الرجاء, وظلت تتطلع الى المرأة العارفة التى بدا وجهها مستغرقا ومقطبا. انفرجت قليلا ثم أخرجت أكثر فانفلت من مريمة السؤال: خير؟! تنحنحت أم يوسف ثم قالت: مارأيته يا أم هشام هو النجم المذنب وهو لا يظهر الإ منذراً باشتغال الفتن وتبدل حال بحال إذ ينبئ بزوال مُلك الظالمين وهلاكهم الوشيك. والسؤال هو متى يتحقق ذلك؟

رضوى عاشور كاتبة وأستاذة جامعية، يتوزع إنتاجها بين الرواية والقصة القصيرة والنقد الأدبي والثقافي. ولدت رضوى عاشور في القاهرة عام 1946، وتخرجت من قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1967، وحصلت على الماجستير في الأدب المقارن عام 1972 من الجامعة نفسها، ثم حصلت على الدكتوراة في الأدب الإفريقي الأمريكي من جامعة ماساشوستس بالولايات المتحدة عام 1975. شتغلت رضوى عاشور وظيفة أستاذ بكلية الآداب جامعة عين شمس، وانتخبت من زملائها مقررة اللجنة العلمية الدائمة لترقية أساتذة اللغة الإنجليزية وآدابها في أقسام اللغة الإنجليزية وآدابها في الجامعات المصرية من عام 2001 2008. أشرفت على عشرات الرسائل الجامعية المقدمة لنيل الماجستير والدكتوراة، وقيمت عشرات الأبحاث المقدمة للحصول على درجة الأستاذية. شاركت رضوى عاشور في الحياة الثقافية العربية عبر كتبها ومقالاتها ومحاضراتها، وعبر انتمائها إلى لجنة الدفاع عن الثقافة القومية، واللجنة الوطنية لمقاومة الصهيونية في الجامعات المصرية، ومجموعة 9 مارس لاستقلال الجامعات وغيرها من التشكيلات الأهلية تسلمت الأدبية والناقدة الكبيرة رضوى عاشور جائزة النقد العالمى فى الدورة الثامنة لجائزة «تاركينيا كارداريللى 2009» بإيطاليا، وجاء فوز عاشور حسب لجنة التحكيم لأنها «وجه ثقافى مركب وآسر» مشيرة إلى إنتاجها فى مجال الرواية والقصة القصيرة والنقد الأدبى والعمل الأكاديمى وإلى مواقفها من قضية فلسطين وقضايا الحريات العامة وقضية المرأة، وإلى انحيازها لجميع القضايا العادلة، فضلا عن أنها واحدة من الشخصيات الفكرية المهمة فى مصر. تزوجت من الاديب الفلسطيني مريد البرغوثي وشاركته الافكار النضالية,مريد ورضوى قصة حب ونضال, لهما ابن وهو الشاعر تميم البرغوثي.
رضوى عاشور كاتبة وأستاذة جامعية، يتوزع إنتاجها بين الرواية والقصة القصيرة والنقد الأدبي والثقافي. ولدت رضوى عاشور في القاهرة عام 1946، وتخرجت من قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1967، وحصلت على الماجستير في الأدب المقارن عام 1972 من الجامعة نفسها، ثم حصلت على الدكتوراة في الأدب الإفريقي الأمريكي من جامعة ماساشوستس بالولايات المتحدة عام 1975. شتغلت رضوى عاشور وظيفة أستاذ بكلية الآداب جامعة عين شمس، وانتخبت من زملائها مقررة اللجنة العلمية الدائمة لترقية أساتذة اللغة الإنجليزية وآدابها في أقسام اللغة الإنجليزية وآدابها في الجامعات المصرية من عام 2001 2008. أشرفت على عشرات الرسائل الجامعية المقدمة لنيل الماجستير والدكتوراة، وقيمت عشرات الأبحاث المقدمة للحصول على درجة الأستاذية. شاركت رضوى عاشور في الحياة الثقافية العربية عبر كتبها ومقالاتها ومحاضراتها، وعبر انتمائها إلى لجنة الدفاع عن الثقافة القومية، واللجنة الوطنية لمقاومة الصهيونية في الجامعات المصرية، ومجموعة 9 مارس لاستقلال الجامعات وغيرها من التشكيلات الأهلية تسلمت الأدبية والناقدة الكبيرة رضوى عاشور جائزة النقد العالمى فى الدورة الثامنة لجائزة «تاركينيا كارداريللى 2009» بإيطاليا، وجاء فوز عاشور حسب لجنة التحكيم لأنها «وجه ثقافى مركب وآسر» مشيرة إلى إنتاجها فى مجال الرواية والقصة القصيرة والنقد الأدبى والعمل الأكاديمى وإلى مواقفها من قضية فلسطين وقضايا الحريات العامة وقضية المرأة، وإلى انحيازها لجميع القضايا العادلة، فضلا عن أنها واحدة من الشخصيات الفكرية المهمة فى مصر. تزوجت من الاديب الفلسطيني مريد البرغوثي وشاركته الافكار النضالية,مريد ورضوى قصة حب ونضال, لهما ابن وهو الشاعر تميم البرغوثي.

2023-03-26

1