قادتني الحياة التي أعيشها منذ فترة إلى الغوص في حالة نفسية خاصة جدًا. بصعوبة أجرؤ على الإشارة إلى حياتي المهنية، التي يُمكن أن تُختزل الآن في أشياء قليلة: كتابةٌ لا متناهية لمسلسل إذاعي "مغامرات لويس السابع عشر". ولأن البرامج نادرًا ما تتغير في راديو-مونديال، أتخيلني في السنوات
القادمة ما أزال أضيف فصولًا جديدة لهذه المغامرات. هذا بالنسبة للمستقبل. لكن هذا المساء، بعد عودتي من مقهى روسال، أدرتُ المذياع. إنه الموعد، بالضبط، حيث يأخذ "كارلوس سيرفون" الميكروفون ويشرع في تلاوة واحدة من المغامرات العديدة للويس السابع عشر، كما تخيلتها بعد هروبه من سجن "المعبد". اشتدت حلكة المساء، الصمت، وصوت "كارلوس سيرفون" يتلو مسلسلي باللغة الإسبانية لمستمعين مفترضين، تائهين بين مدن تطوان، جبل طارق أو الجزيرة الخضراء -طبعًا في إمكان مذيع آخر أن يقرأها أيضًا بالفرنسية، بالإنجليزية أو الإيطالية لأن ثمة برامج بجميع اللغات يذيعها راديو-مونديال. يعلو صوت سيرفون المزخرف أكثر فأكثر على تشويش الموجة. نعم، كل هذا أدخلني ذلك المساء -وهو شيء لم أتعود عليه- في حالة من التأمل.