لقد أحسن (عبد الحميد جودة السحار) بقلمه في سرده لحياة واحد من أنبل الثوار في تاريخ الإسلام.. عاش وحيداً وخرج وحيداً ومات وحيداً في فلاة لأنه لم يرض غضب الله بدلاً لغضب السلطان.
في هذه الصفحات نرى نور سيرة حياته من البداية وحتى النهاية مروراً بالعديد من المواقف والعبر, التي نتبين منها العديد من الأشياء أهمها صورة عن حياة الصحابة ثم حياة العهد الجديد للإسلام بعد كثرة الفتوحات, وأخيراً صورة حية لمبادئ ويم الإسلام الحقيقية التي عاش أبو ذر يدعو لها ويتأذى من أجلها في الله.
وقد سبق هذه السيرة دراسة صغيرة عن الاشتراكية في الإسلام وقد تعرضت للمذاهب الاقتصادية الحديثة وما يعادلها في الإسلام حتى أنها كانت مدخلاً مناسباً لتوضيح ما سنجده في قصة حياة أبو ذر, وتهيئة القارئ لهذه المرحلة من تاريخ الأمة, وقد كانت فاصلة بين عهد الرسول والنبوة وأبو بكر وعمر, ومرحلة جديدة أقبلت فيها الدنيا على المسلمين بدءاً من عهد عثمان بن عفان, فكانت حياة هذا الصحابي النبيل خير شاهداً على تلك التحولات الجذرية التي حدثت في المجتمع الإسلامي.