كتاب أجساد من تراب للمؤلف محمد زكي عبد القادر المقدمةأَذن الله رب العالمين لعشرة أرواح ، كانت قد جازت إلى رحمته منذ سنين عددا ، أن تهبط الأرض ، و قد زعمت أنها قادرة أن تهدى الضالين و تنشر الخير ، حيث بدا لها أن الشر عم ، و أن الخير أضحى غريباً و أنذرتها الملائكة أنها لن تستطيع ، و لكنها أصرت على أن ترفع ضراعتها للسدة العليا
، و جاء الإذن بالهبوط ، و رافقتها الملائكة إلى أن جاوزت ملكوت السماء ، ثم أسلمتها إلى مصيرها ، المقدمةأَذن الله رب العالمين لعشرة أرواح ، كانت قد جازت إلى رحمته منذ سنين عددا ، أن تهبط الأرض ، و قد زعمت أنها قادرة أن تهدى الضالين و تنشر الخير ، حيث بدا لها أن الشر عم ، و أن الخير أضحى غريباً و أنذرتها الملائكة أنها لن تستطيع ، و لكنها أصرت على أن ترفع ضراعتها للسدة العليا ، و جاء الإذن بالهبوط ، و رافقتها الملائكة إلى أن جاوزت ملكوت السماء ، ثم أسلمتها إلى مصيرها ، فلما مست أجسادها الأرض ، أحست أن التراب فيها سيثقل ، و لكنها تعزت بأن فيها أثارة من طُهر ، و ظنت أنها قادرة بهذا الطهر الباقى أن تبلغ ما تشاء من هداية أهل الأرض و كان العشرة أشتاتاً من جنسيات و أديان و أقطار مختلفات ، تمثيلاً لما فى الدنيا من أشتات و جنسيات و أديان و أقطار مختلفات ، و قد عادوا إلى الأرض بالحالة التى كانوا عليها حينما قُبِضت أرواحهم لأول مرة و جاسوا خلال الديار بذكريات ناقصة فى أرض جاوزتهم بعشرات السنين ، و خاضوا تجربة الهداية و الارشاد ..عاد إليهم التراب كاملاً ، و لكن ظلت فى أرواحهم لمحة من القدس الآلهى ، و كادوا أن يضلوا ، و كادوا أن يُدفنوا فى " وادى الشرور " و لكن التعلق بالحياة الجديدة التى وُهِبت لهم دفعهم إلى الصراع و الكفاح ، فأنشأوا بترابهم الثقيل أمة رفعت عليها راية الحب و السلام كانوا فى السماء لا يفرق بينهم دين أو جنس أو لغة ، فلما بلغوا الأرض افترقت بهم الأديان و الأجناس و اللغات ، و قامت المشاحنات و المنافسات ، و أطلت عليهم الخطيئة بوجهها الكئيب ، فكادوا أن يقعوا فيها كان فيهم الشيخ و القسيس و الكاهن و الثائر و المحارب ، رجل القنبلة الذرية و العالم و المبشر بالدين و المنكر للدين ، كان فيهم الراقصة بائعة الجسد ، و العذراء التى يرف عليها ثوب الطهر و العفاف أنذرتهم الملائكة أن الخطأ فى الحيــاة الجديدة ســيكون مُضاعَف العقاب ، فهل أخطأوا أم أثابوا .. ؟محمـد زكـى عبـد القـادر