"ما فهمتني أمي، فصرت رغماً عني في المدينة النائية التي جردتني من اسمي وعنواني والتصاقي بتاريخي وحشد من الأشقاء افتقدت نكاتهم، لأقبع في شقة ضيقة تعتصر حتى المشاعر بداخلي.. غادرت وطني/بيتي تحت إصرار والدي على قبولي بالنصيب، ورغم تساؤلي ما الذي انقطع أبداً:
"لم بعد نصيبي حتى جاوز حدودي؟" أسكتني رد والدتي الذي بد لي كالحكمة: "دائماً هناك اثنان يجب أن يلتقيا، مهما بعدت المسافات والأزمان، تصير هي كل النساء بالنسبة إليه ويصير هو كل الرجال، لا يحول بينهما عرق ولا أصل.." ثمانية وعشرون عاماً مضت... ... منذ قبلت وتزوجت، فرح الكل، ورقصت أنا رقصة الطائر الذبيح، أحسست أنني هويت على الأرض كما تهوي الجبال يوم انتقلت إلى بلدي الجديد... واليوم أمسح دمعتين انزلقتا عفواً قبل أن أدس الأقراط الذهبية بداخل صندوقي المرصع، هديتي لزفاف ابنتي.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.