الانتفاضة ما هي إلا ثورة عارمة ضد الاحتلال وضد الاعتداءات وضد الأعداء من داخل البلد المحتل، وإذا كانت الانتفاضة ثورة داخلية، فإنها تكون أزمة دولية إذا كانت ضد أحد أطراف القانون الدولي، أو بين طرفين دوليين أو كيانين سياسيين معترف بهما في المجتمع الدولي... الانتفاضة إذن
هي انفجار شعب وأمة من المعاناة والآلام وأعمال القهر وممارسات الإرهاب والتعذيب وجرائم القتل والإبادة ومصادرة الحرية والهوية والإبعاد والتهجير وإلغاء الحقوق وانتهاك الحرمات والمقدسات وغير ذلك من ممارسات ضد هذا الشعب من دولة الاحتلال مما يفجر بركان الغضب في الصدور، ويتساوى عند الشعب المحتل عنصري الحياة تحت نير الاحتلال أو الموت بشرف، فالانتفاضة ليست أحد ردود الفعل، وإنما هي ردود أفعال كاملة، وهي أفعال مواجهة للعدو (هنا في الانتفاضة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني المحتل) وتكون في ذروة بطشه وإرهابه وفي صدام كامل مع أفعاله العدوانية العنصرية، فهي مواجهة كاملة بين إرادة الشعب الفلسطيني الواقع تحت نير الاحتلال الصهيوني وبين إرادة الاحتلال، فهي فعل مقاوم يشتبك مع الكفاح المسلح الفلسطيني في رؤيته الواضحة من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة واستعادة الهوية وتخليص الأرض والوطن من الاغتصاب والاعتقال والتدمير الكياني..
