كتاب إظهار فضائل الاستغفار بقلم صلاح عامر .. اعلم أخي المسلم ، أنه لابدَّ من الذنب ، ولا بدَّ من الاستغفارِ والتوبة ، حتى ينفكَ عنك غُلُّ المعصية ، وإصرُ الذنبِ ، وإذا كان الاستغفارُ هو أحدَ الأسبابِ المكفرةِ للذنبِ ، وقبولِ التوبةِ ، فإن الله برحمتِهِ قد شرعَ أعمالاً كثيرةً تُكَفرُ الذنبَ وتغفرُهُ ، وترفعُ الدرجاتِ ، وتُكَثُّرُ الحسناتِ ، لأن الله تعالى لا يرضى لعبده المعصيةَ ، بل يحبُ لهم الخير ، ويأجُرهُم عليه ، قال تعالى :{مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147) } [النساء: ١٤٧] . والذنب مثل الغل يُطوقُ به المسلم ، ويضيق عليه كلما فعل ذنبًا، وكلما فعل طاعة واستغفر، انفك عنه هذا الغل ، حتى يخرج إلى الأرض ، وليس عليه من إصر الذنب شيء . وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صبى الله عليه وسلم ، يَقُولُ: « إِنَّ مَثَلَ الَّذِي يَعْمَلُ السَّيِّئَاتِ، ثُمَّ يَعْمَلُ الْحَسَنَاتِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ كَانَتْ عَلَيْهِ دِرْعٌ ضَيِّقَةٌ قَدْ خَنَقَتْهُ، ثُمَّ عَمِلَ حَسَنَةً، فَانْفَكَّتْ حَلْقَةٌ، ثُمَّ عَمِلَ حَسَنَةً أُخْرَى، فَانْفَكَّتْ حَلْقَةٌ أُخْرَى، حَتَّى يَخْرُجَ إِلَى الأرْضِ ». ونقف في هذا الكتاب عبى فضائل الاستغفار