يجيب الكتاب عن السؤال الكبير: كيف تتحقق إمامة الأمة بدلالاتها الثلاث: إمامة الإسلام للأمة (الهوية والأصالة)، وإمامة الأمة لنفسها (الاستقلالية والمبادرة)، وإمامة الأمة للعالم (الريادة والعالمية).
وتأتي الإجابات التفصيلية للقضايا الفرعية المكونة للسؤال المركب أعلاه، ضمن فصول الكتاب الأحد عشر، وهي: مع سواد الأمة الأعظم، الجندية، اختيار الرجال، التغيير، الكرامة الآدمية، أفحسبتم...، التربية والتعليم، الإعلام، الاجتهاد، الاختلاف، إمامة المستضعفين.
كما ركز المؤلف رحمه الله على مفهوم الأمة ووظائفها، فقرر أن:
 الأمة كائن واحد، لكن بدوائر متعددة: الرابطة الإسلامية، والسواد الأعظم، والأعرابية.
 وظائف الأمة الدعوية أسبق من مهامها السياسية، لكن في سياق ثنائية الدعوة والدولة، فيؤكد على قضايا التربية والتعليم والإعلام والاجتهاد وحقوق الإنسان واختيار الرجال للوظائف...
 إحياء الأمة من مواتها وضعفها الأخلاقي والسياسي والاقتصادي والحقوقي أولى الأولويات في سياق الحديث عن إقامة دولة القرآن.
اهتم الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله في تسطير هذا الكتاب بتوظيف منهج تحليلي نقدي بنائي، يستحضر أبعادا ثلاثة:
البعد التأصيلي التأسيسي: يظهر ذلك أساسا في الرجوع المتكرر لنصوص الوحي (الكتاب والسنة) فهما وتدبرا واستنباطا لمقتضيات المشروع الكلي لبناء الأمة القائمة الرائدة، بدءا من الجهاز المفهومي وصولا إلى قواعد التصور المنهاجي وضوابطه. وذلك من خلال تحرره من معوق التفكير بشروط الواقع الاستبدادي، ومن معوق التفكير بشروط النموذج الغربي المعاصر، ومن معوق الخضوع لشروط الفقه الذي أُنتِج في زمن الفتنة بعد الانكسار التاريخي وسقوط النموذج الراشد.
البعد التنـزيلي التطبيقي: حيث يمزج بين التأصيل النظري وإمكانية التحقق حالا أو مآلا، فلا يسبح في الفكر المجرد دون استحضار الكيف التنـزيلي في مجالات التغيير، واقتراح الحلول العملية للعراقيل المتوقعة.
البعد الإيماني التربوي: كما هو دأبه رحمه الله، لا يُغيِّب هذا البعد عن كتاباته، فقد درج على الكتابة بنَفَسٍ إحساني عال، يربط الفردَ والجماعةَ والأمةَ بالمصير الأخروي وبضرورة تزكية النفس وتهذيبها لتستحق المكانة العظمى عند الله عز وجل وتنال بجدارة أحقية الإمامة الفردية والجماعية.