في هذا الجزء الثاني يتناول عبد اللطيف حمزة ظروف "المدرسة الصحفية الثانية"؛ حيث يذكر أن الصحافة العربية في مصر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر واجهت ظروفًا مخالفة بعض الشيء للظروف التي واجهتها في النصف الأول، وهي ظروف أوجبت على الصحافة أن تجول جولات واسعة في ميدان الإصلاح الاجتماعي وميدان الإصلاح الأدبي أو اللغوي، وميدان الإصلاح السياسي آخر الأمر، على حين كانت في النصف الأول من القرن التاسع عشر تكاد تنحصر جهودها في الميدان الثقافي وحده قبل كل شيء، وتمثَّل ذلك في نقل الثقافة الأوروبية إلى اللغة العربية من جهة، ونشر الكتب القديمة المعروفة في الأدب العربي من جهة ثانية.
كتاب ادب المقالة الصحفية ج 2 تأليف عبد اللطيف حمزة
كتاب ادب المقالة الصحفية ج 2 بقلم عبد اللطيف حمزة..المقالة الصحفية شيء يخالف الخبر الصحفي كل المخالفة، فيحتاج الخبر الصحفي إلى الأناقة في الكتابة؛ فالكاتب الصحفي ينفعل بفكرة معينة ويحس في نفسه حاجة إلى الكتابة عنها، واضعًا نصب عينيه حاجة المجتمع إلى تلك الفكرة، ومجسدًا لأمور تتصل بحياتنا العامة، وتصف وقائع الحياة المجتمعية، وتنقل صدى ذلك كله في الناس على اختلاف طبقاتهم، فهي بهذا لسان "الرأي العام"، وترجمان "الوعي القومي"، يوجهها الصحفي إلى طبقات القراء كافة، وينتقي في ذلك من العبارات أسهلها وأعذبها وأقربها إلى الفكرة.