منزل الأفغان، بناء متهدم في قرية جيكور في العراق، وهو أيضاً نفس العنوان الذي اختاره بدر شاكر السباب لديوانه الصادر خلال عام 1963، تلك المجموعة من القصائد المعبأة بالموت التي كتبها السباب في مدينة لندن فيما كان ينتظر موته،
الخاص وراء جدران مستشفى سان ماري كان مصاباً بشلل في الظهر، وبتلف منها في عضل ساقه اليمنى، مصاباً أيضاً بالسل، وكان قد ترك وطنه منذ بضع سنوات، وترك أطفاله وبيته، وانطلق يعرج على عكاز... وفي إحدى قصائده يقول "لك المد مهما استطال البلاء، ومهما استبد الألم، لك الحمد، أن الرزايا عطاء. وأن الصبابات بعض الكرام، ألم تعطني أنت هذا الظلام، وأعطيتني أنت هذا السحر، فهل تشكر الأرض قطر المطر، وتغضب أن لم يجدها الفحام" والسباب عندما كتب هذه القصيدة كان قد خرج لتوه من تجربة دينية في مدينة بيروت، وكان يفرغ قلبه من بقايا تلك التجربة... متطلعاً عبر رؤيا صوفية كلية الشمول والعمق إلى قوة الجذب في العالم.