أحب أن أبدأ السفر الشاسع ليلاً. لانخفاض سعر التذاكر وقلة المسافرين المزعجين. حيث أن الذين يسافرون في قطارات الليل هم الذين يركنون إلى الهدوء والراحة والنوم أو القراءة. الثرثارون هم من يسافر نهاراً.
جئت فيينا عابراً. وأنا دائما ما أجيء لهذه المدينة عابراً. فيينا مدينة كسولة هادئة، إنها جميلة وساحرة ولكنها مثل الحسناء النائمة طوال العام. أحب المُدن الصاخبة. المدنُ الحية مثل لاغوس وبرلين ويواندي، مثل نيروبي وأديس أببا، المُدن التي لا تستريح، مثل القاهرة المدينة التي ليس لديها سريرا للنوم، فهي مستيقظة يقظة طوال فصول العام مهرولة على ساقيها، تطلق النكات والشتائم وترتل القرآن. كنت متوجها إلى باريس التي أحب وأعشق. إنها نموذج نبيل للمدينة الفاسقة، تحتضن القديسين واللصوص بالصدر ذاته. بنفس القُبلة.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.