كتاب الأمثال الشعبية من تراثنا بقلم يوسف عطا الطريفي يشكل الأدب الشعبي لأي أمة من الأمم قيمة من قيمها البارزة التي يؤرخ لوجودها وعمق جذورها على مدى العصور, وقد تتنوع أشكال هذا الأدب بين الحكاية الشعبية والأغاني والأهازيج والأدوات التراثية وغيرها، وكانت الأمثال أحد هذه الأشكال, إلا أن المثل أسرعها انتشاراً بين فئات المجتمع، لأنه
يفسر كثيراً من جوانب حياتهم الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.ولذلك كان لابد من معرفة أثر هذه الأمثال التي حفظها الناس وحافظوا عليها، واختزنوها من خلال تراكمات الماضي وما فيه من عبر ومواعظ، احتوت على جزء من تراثهم الأصيل, مام تغول المحتلين والغزاة ومواجهة اطماعهم ورد ادعائهم.ويعتبر المثل من أكثر الأشكال التعبيرية انتشاراً وشيوعاً ومن أشد أشكال التراث تأثيراً، سواء قصد قائله أو لم يقصد، لما يعكسه من مشاعر الناس وانتماءاتهم وصور أفكارهم وعاداتهم وتقاليدهم ومعتقداتهم ومظاهر حياتهم وإبراز ثقافتهم وهويتهم، وهو يمثل عصارة تجاربهم ومخزون ذاكرتهم عبر الأجيال، ولذلك حظي بعناية خاصة لأهميته وضرورة استعماله ، فصار كالعلامة البارزة عند المثقفين والعوام.