كتاب الإحسان الجزء الأول بقلم عبد السلام ياسين
2022-05-25
يعد كتاب الإحسان من أمهات كتب الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، وواسطة عقد فريدة لمشروعه، ويمثل جوهر ولب هذا المشروع وكل مكتوباته، التي يشكل مضمون الإحسان ومعالم السلوك الجماعي الجهادي خلفيتها الأساس، ترتيبه 21 ضمن مؤلفات الإمام بعد كتاب "سنة الله"، وبالانتهاء منه شرع في نظم ديوان الشذرات الذي جعل أبياته خاتمة كل فقرة من فقرات هذا الكتاب.
الغاية من الكتاب الدلالة على الله تعالى كما يصرح الإمام: "قصدي في هذه الصفحات أن أدل على الله وعلى الطريق إليه. قصدي أن أستنهض الراقد وأستحث الفاتر وأنادي ذوي الهمم العالية إلى مأدبة الله. ما قصدي أن أعرض علم التصوف عرضا أكاديميا تاريخيا موثقا. وما يغني العلم إذا كان وراءه فضول فكري فقط. حديثي حديث القلب إلى القلوب الحرة. نحتاج في حوارنا إلى استبصار العقل وإلى الاطلاع على أحوال القوم لنقوم ننافسهم ونسابقهم في الخيرات كما أمرنا الله جل شأنه."
جاء العنوان معبرا عن القضية ومختصرا في كلمة جامعة "الإحسان"، وهي مفردة قرآنية نبوية عميقة المعنى واسعة الدلالة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة 195)، مفهوم يروم في مجموعه بيان "مواصفات المؤمن الصالح في نفسه وخُلقه وتعامله مع المجتمع، يعطينا الوصف المرغوب لعلاقات العبد بربه وبالناس وبالأشياء"، وعليه فمطلب الإحسان هو أسبق المطالب على سلم أولويات التجديد الإسلامي.
والكتاب خلاصة تجربة طويلة خبر فيها الإمام رحمه الله يقظة الروح وعجائب القلب، يقول: "أريد في هذا الكتاب أخي وأختي، والله المستعان، أن أحدثك حديث القلب، حديث الفطرة، في موضوع هو أجلّ الموضُوعات على الإطلاق، وهو موضوع صلة العبد بربه، وتقرب العبد من ربه، ووصول العبد إلى ربه، وفوز العبد بربه" .
وقد جاء الكتاب في مرحلة دقيقة علا فيها صوت الوهابية المدججة بالمال المتربصة بالبدعة والضلالة، تشُنُّ أعنف المعارك حول التصوف وأهله؛ بالمقابل تعاني الدعوة المتطلعة إلى الصلاح من الخواء الروحي وتفتقر إلى معاني تهذيب النفس وترقيق القلوب.
وعالج رحمه الله بأمانة غير مبال بتهمة الضلال، ما سماه القرآن الكريم تزكية وسماه البيان النبوي إحسانا، وسماه الاصطلاح التاريخي تصوفا، وصارح النفوس الصاحية إلى الإسلام بما هي حقيقة التصوف، ليتحدث عن مرحلة عمرها تسع وعشرون سنة في رحاب عمل الليل والنهار، وجهد العقل والجسد والقلب..، فجاء الكتاب في مجموعه بيانا لموقفه من التصوف حيث يناقش مناهج فقهاء التربية وعلم السلوك، وعرضا تفصيليا للتربية الإحسانية على منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول الإمام: "وما من همٍّ لنا في هذه المرافعات الطويلة إلا أن نُصَوِّبَ الحكم على ماضينا وحاضرنا لنتجاوز فتن الطائفية والمذهبية باطمئنان، مرتفعين إلى أفق السلوك الجهادي على المنهاج النبوي الكامل المكتمل. ذلك السلوك الذي حَافظ الصوفية على جوهره، وحافظ المحدثون على خبره وأثره، واشتق منه الفقهاء اشتقاقا، وعانده حُكَّام الجور شقاقا ونفاقا" .
وعن أسلوبه في الكتاب قال: "وفي كتابي هذا أبدأ كل فقرة بالبسملة فكل كلمة فيه أمر ذو بال، وأرَصِّع كل فقرة في البداية بدعاء قرآني أو نبوي أو بهما معا، وأوشيها في آخرها بشعر يرقق الشعور" ، وقد افتتحه بفصلين تمهيديين: الأول "الرجال"، والثاني "عقبة واقتحام"، وأتبعهما بعشرة فصول استمدت أسماء عناوينها من الخصال العشر التي رتبها الإمام رحمه الله في المنهاج النبوي، بدءا بخَصلة الصحبة والجماعة وصولا إلى خَصلة الجهاد.
وهو كتابٌ يؤصل للسلوك الجماعي الجهادي قياسا على سلوك الأكابر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان الإحسان العبادي والإحسان الجهادي لا ينفكان في فهمهم وسلوكهم.
فعلى امتداد صفحات الكتاب، حرص الإمام رحمه الله وأجزل له الثواب، على نَخْل التراث الصوفي، وإعادته إلى الأصل القرآني النبوي، كما عاشه وعاش به الصحابة رضوان الله عليهم، ومن تبعهم بإحسان من التابعين.
بذلك، يمكننا اعتبار كتاب "الإحسان" لب المشروع المنهاجي ودعوة متجددة للحركة الإسلامية لاسترجاع هويتها الإحسانية التي زاحمتها باقي الواجهات، إلى حد الإقصاء عند البعض.
الغاية من الكتاب الدلالة على الله تعالى كما يصرح الإمام: "قصدي في هذه الصفحات أن أدل على الله وعلى الطريق إليه. قصدي أن أستنهض الراقد وأستحث الفاتر وأنادي ذوي الهمم العالية إلى مأدبة الله. ما قصدي أن أعرض علم التصوف عرضا أكاديميا تاريخيا موثقا. وما يغني العلم إذا كان وراءه فضول فكري فقط. حديثي حديث القلب إلى القلوب الحرة. نحتاج في حوارنا إلى استبصار العقل وإلى الاطلاع على أحوال القوم لنقوم ننافسهم ونسابقهم في الخيرات كما أمرنا الله جل شأنه."
جاء العنوان معبرا عن القضية ومختصرا في كلمة جامعة "الإحسان"، وهي مفردة قرآنية نبوية عميقة المعنى واسعة الدلالة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة 195)، مفهوم يروم في مجموعه بيان "مواصفات المؤمن الصالح في نفسه وخُلقه وتعامله مع المجتمع، يعطينا الوصف المرغوب لعلاقات العبد بربه وبالناس وبالأشياء"، وعليه فمطلب الإحسان هو أسبق المطالب على سلم أولويات التجديد الإسلامي.
والكتاب خلاصة تجربة طويلة خبر فيها الإمام رحمه الله يقظة الروح وعجائب القلب، يقول: "أريد في هذا الكتاب أخي وأختي، والله المستعان، أن أحدثك حديث القلب، حديث الفطرة، في موضوع هو أجلّ الموضُوعات على الإطلاق، وهو موضوع صلة العبد بربه، وتقرب العبد من ربه، ووصول العبد إلى ربه، وفوز العبد بربه" .
وقد جاء الكتاب في مرحلة دقيقة علا فيها صوت الوهابية المدججة بالمال المتربصة بالبدعة والضلالة، تشُنُّ أعنف المعارك حول التصوف وأهله؛ بالمقابل تعاني الدعوة المتطلعة إلى الصلاح من الخواء الروحي وتفتقر إلى معاني تهذيب النفس وترقيق القلوب.
وعالج رحمه الله بأمانة غير مبال بتهمة الضلال، ما سماه القرآن الكريم تزكية وسماه البيان النبوي إحسانا، وسماه الاصطلاح التاريخي تصوفا، وصارح النفوس الصاحية إلى الإسلام بما هي حقيقة التصوف، ليتحدث عن مرحلة عمرها تسع وعشرون سنة في رحاب عمل الليل والنهار، وجهد العقل والجسد والقلب..، فجاء الكتاب في مجموعه بيانا لموقفه من التصوف حيث يناقش مناهج فقهاء التربية وعلم السلوك، وعرضا تفصيليا للتربية الإحسانية على منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول الإمام: "وما من همٍّ لنا في هذه المرافعات الطويلة إلا أن نُصَوِّبَ الحكم على ماضينا وحاضرنا لنتجاوز فتن الطائفية والمذهبية باطمئنان، مرتفعين إلى أفق السلوك الجهادي على المنهاج النبوي الكامل المكتمل. ذلك السلوك الذي حَافظ الصوفية على جوهره، وحافظ المحدثون على خبره وأثره، واشتق منه الفقهاء اشتقاقا، وعانده حُكَّام الجور شقاقا ونفاقا" .
وعن أسلوبه في الكتاب قال: "وفي كتابي هذا أبدأ كل فقرة بالبسملة فكل كلمة فيه أمر ذو بال، وأرَصِّع كل فقرة في البداية بدعاء قرآني أو نبوي أو بهما معا، وأوشيها في آخرها بشعر يرقق الشعور" ، وقد افتتحه بفصلين تمهيديين: الأول "الرجال"، والثاني "عقبة واقتحام"، وأتبعهما بعشرة فصول استمدت أسماء عناوينها من الخصال العشر التي رتبها الإمام رحمه الله في المنهاج النبوي، بدءا بخَصلة الصحبة والجماعة وصولا إلى خَصلة الجهاد.
وهو كتابٌ يؤصل للسلوك الجماعي الجهادي قياسا على سلوك الأكابر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان الإحسان العبادي والإحسان الجهادي لا ينفكان في فهمهم وسلوكهم.
فعلى امتداد صفحات الكتاب، حرص الإمام رحمه الله وأجزل له الثواب، على نَخْل التراث الصوفي، وإعادته إلى الأصل القرآني النبوي، كما عاشه وعاش به الصحابة رضوان الله عليهم، ومن تبعهم بإحسان من التابعين.
بذلك، يمكننا اعتبار كتاب "الإحسان" لب المشروع المنهاجي ودعوة متجددة للحركة الإسلامية لاسترجاع هويتها الإحسانية التي زاحمتها باقي الواجهات، إلى حد الإقصاء عند البعض.