بيان علمي شرعي لحكم الاختلاط الذي يكون باجتماع الرجل والنساء -غير المحارم- في مكان واحد -بلا حائل- من غير موجب، وفيما يمكن التحرز منه، سواء كان ذلك في مجال التعليم ، أو العمل، أو المؤتمرات، أوالمنتديات، أو الاحتفالات والمناسبات، أو النزهة واللهو والترويح، أو غير ذلك مما يعد لاجتماع الجنسين؛ بخلاف ما يكون عارضا من غير قصد، كالطريق ونحوه.
وقد كثر الخوض والتلبيس في هذه المسألة، فأردت بيان الحق فيها بدلائله من الكتاب والسنة، وما يتصل بذلك من القواعد الشرعية، مع بيان ما كان عليه خيار هذه الأمة من الصحابة -رضي الله عنهم- فمن بعدهم، مع إيراد جملة صالحة من أقوال العلماء على اختلاف مذاهبهم وعصورهم وبلدانهم، ثم أتبعت ذلك بكلام العقلاء والحكماء وبعض المشاهير من الساسة وغيرهم، إضافة إلى ما جناه الاختلاط من ألوان المفاسد؛ الأمر الذي دعا الكثيرين إلى المراجعة في هذا الباب.
ثم أجبت على أبرز ما يتعلق به بعضهم من الشبهات؛ ليكون ذلك تبصره لكل طالب حق، وإقامة للحجة على كل معاند.
