كتاب البدايات والنهايات: أعوام نجيب محفوظ بقلم محمد شعير ....في العام ذاته سافر محمود مختار إلى باريس ليستكمل دراسته الفنية فور تخرجه ضمن أول دفعة من مدرسة الفنون الجميلة. وفي باريس كان محمد حسين هيكل يضع اللمسات الأخيرة لروايته «زينب». وقتها، وعلى مدى سنوات طويلة، كانت كتابة القصة مثل شم الكوكايين -والتعبير لمحمود
تيمور- وكان شيوخ الأزهر يقولون إن القصة خيال من صنع الشيطان. يضيف تيمور: «الكاتب الجريء الذي يملك قلب أسد هو الذي يكتب قصة ويضع في نهايتها اسمه. لذا عندما عاد هيكل من باريس استقبله الأدباء استقبال الغزاة.. لقد كان أول من تسلل عبر الأسلاك الشائكة ووضع في الحقل الجدب بذرة القصة».وفي الوقت ذاته كان طلعت حرب يدفع إلى المطبعة بكتابه «علاج مصر الاقتصادي وإنشاء بنك للمصريين» والذي قدم فيه رؤيته الفكرية واجتهاداته النظرية عن كيفية إحداث ثورة ثقافية، فدعا في كتابه إلى ضرورة إنشاء بنك للمصريين لخدمه المشاريع الاقتصادية في مصر والنظر في المشكلات الاجتماعية.في تلك الأجواء، أطلقت السيدة فاطمة ابنة الشيخ مصطفى قشيشة صرخة الولادة. ليخرج ابنها نجيب محفوظ إلى ساحة الحياة الصاخبة في لحظة يتوغل المصريون برفق نحو مظاهر الحداثة، ويبحث فيها المجتمع عن حريته، ومحاولا الإجابة على أسئلة المصير الكبرى، لحظة كانت البلاد تخرج من ثورة مجهضة إلى ثورة مأمولة تنشد الاستقلال والحرية والعدالة".