كتاب التطور اللغوي

كتاب التطور اللغوي

تأليف : رمضان عبد التواب

النوعية : تعلم اللغة العربية

حفظ تقييم
كتاب التطور اللغوي: مظاهره وعلله وقوانينه بقلمرمضان عبد التواب ....دفع الكاتب لكتابة هذا البحث، ما يؤمن به من أن اللغات، لا تسير في حياتها على نحو من الصدفة المطلقة، ولا تخبط في تنقلها على ألسنة الناس خبط عشواء، بل يحكمها في هذا وذاك قوانين، تكاد ترقى إلى مكانة القوانين الطبيعية، ثباتاً وقوة، ولا يعني جهلنا بهذه القوانين في بعض

 الأحيان، أنها غير موجودة، ومهمة العلم هو البحث عن هذه القوانين، يكتشفها ولا يخترعها، يميط اللثام عنها ولا يتحكم فيها.ومن المهم هنا أن نعرف أن الظاهرة اللغوية حرة الحركة، يمكن أن تتجه إلى أية جهة شاءت من جهات التطور، غير أنها لا تولي وجهها هنا أو هناك، إلا وهي محكومة بقانون لغوي معين .ولهذا السبب لا يستطاع التنبؤ باتجاه التطور اللغوي، في ظاهرة من الظواهر اللغوية، كم أنه لا يمكن الإجابة عن السؤال التالي في الدرس اللغوي: لماذا آثرت الظاهرة اللغوية، السير في اتجاه معين، ولم تسر في اتجاه آخر؟ فلا يستطيع أكبر عباقرة اللغة، معرفة لماذا تطورت القاف في بعض اللهجات المصرية إلى همزة، ولم تتطور إلى غين ‏ كما حدث لهذا الصوت، في بعض نواحي العراق والسودان.غير أن الإجابة عن كيفية هذا التطور، أمر سهل، فلا تطور إلا بقانون تحدده طبيعة الظاهرة اللغوية، ويندرج تحته الكثير من أمثلة اللغات المختلفة فتطور القاف إلى همزة أو غين أو كاف أو جيم قاهرية مثلا، أمر يمكن تفسيره جيداً بالقوانين الصوتية، من قرب المخارج أو صفات الأصوات.فالطرق التي يمكن للقاف أن تسلكها في تطورها كثيرة ومتعددة، ويمكن للدارس اللغوي معرفة الكيفية، التي تم في ضوئها التطور إلى إحدى هذه الطرق، غير أنه لا يستطيع بأية حال من الأحوال، معرفة السر في إيثار طريق على آخر.وأصل هذا البحث، مقالة نشرها الكاتب في العدد الخامس، من مجلة كلية اللغة العربية بالرياض، في عام 1975م. وقد اشتد إقبال الدارسين على تصويرها والإفادة منها، فأفردها في كتاب مع زيادة ما في حواشي نسخته الخاصة من التعليقات والإضافات والزيادات والتنقيحات.