كتاب التعبير الموسيقي بقلم فؤاد زكريا..في كتاب التعبير الموسيقي تحدث فليسوفنا الكبير في مقدمته عن المعركة الأدبية التي كانت دائرة في اوساط الخمسينيات من القرن الماضي, حول قضية طبيعة الفن وغايته, هل ينبغي أن يكون فنا من اجل الفن أم أن يكون فنا هادفا فحسب. ثم أوضح ان القضية التي يدافع عنها أنصار فكرة الفن للفن هي قضية تلقائية الفنان. وهو يعني ان الفنان ينبغي ألا يفرض عليه هدف من الخارج, بل يجب ان يترك ليعبر عما يحس به فحسب, كما أوضح أن الخطأ الذي يقع الآخر من أنصار فكرة الفن الهادف هو أنهم يصورون دعوتهم كأنها تفرض علي الفنان أهدافا معينة,
يتحتم عليه أن يجعل من فنه أداة للتعبير عنها. وهذا الخطأ هو الذي يستغله خصومهم ويستمدون منه قوتهم, فلا جدال في أن حرية الابداع وتلقائيته شرط أساسي لكل انتاج فني سليم, فاذا ضاع هذا الشرط بدا العامل الفني متكلفا لا روح فيه., وفي الدعوة القائلة بأن الفن لأجل الفن نقطة ضعف أساسية تكاد تقضي علي مذهب اصحابها بأسره وهي تماديهم في فكرة الحرية والتلقائية الي الحد الذي ينتج فيه الفنان كما يشاء, حتي لو كان هذا الانتاج هادما لمقومات الانسانية او الجماعة التي يعيش فيها وحتي لو كانت أعماله تبعث في المجتمع روح الانحلال والتخاذل أو تتجاهل مشكلاته الحقيقية.