كتاب التعلم المتنقل بين النظرية والتطبيق بقلم محمد عبد السلام .. تلعب تقنية المعلومات والاتصالات دورا هاما في كل نواحي الحياة، فقد أحدثت نقلة نوعية حضارية في جميع الحواجز المكانية والزمانية بين أفراد المجتمع والمجتمعات بشكل عام. أن نظم الاتصالات لم تعد تنقل الرسائل والأصوات كما كانت عليه في الحال الماضي، بل أصبحت تقوم بخدمات أخرى: مثل نقل الأموال عبر ما يعرف بالتحويل الإلكتروني Electronic Transfer، ونقل الحضور عن بعد عبر الإنترنت إلى جانب نقل سلع اقتصاد المعرفة الإلكتروني، حيث أصبحت نظم الاتصالات أهم مؤشرات لقياس مدى جاهزية المجتمع الدخول عصر اقتصاد المعرفة. أن التعليم الإلكتروني يتميز بالتحرر من قيود الزمان والمكان المرتبطة بالتعليم التقليدي، ولكن يبقى التعليم الإلكتروني مرتبطا باستخدام الحاسب الآلي والشبكات اللاسلكية إلى حد بعيد ، وهذا يعني نوعا من التقييد مكان هذا الحاسب. وكما ذكر فجر برج وركدال Fagerberg & Reckledlal فإن استخدام أجهزة الحاسب الشخصية الكبيرة المتصلة بالكابلات الموصلة بشبكات الاتصال وبعدد كبير من الأجهزة الخارجية مثل الطابعة والسماعة والشاشة والفأرة يقلل من المرونة التي تمكن المتعلم من الانتقال بين البيئات المختلفة وعلى الرغم من الحاسب المحمول خفف كثيرا من هذه المشكلة إلا أنه ما زال ثقيلا . وتعد التقنيات التربوية بمختلف انواعها وتطبيقاتها من الأمور والمكونات الأساسية التي اصبح لايمكن الاستغناء عنها في العملية التعليمية بمختلف مفاصلها نتيجة للتطور العلمي الكبير وازدياد حجم المعلومات وتشعبها لدرجة أصبح ليس بقدرة الانسان الالمام بها واستيعابها بدرجة وافية دون الاعتماد على بعض المعينات او المساعدات اثناء عملية التعليم والتعلم. وهذا من الممكن أن توفره التقنيات التربوية للطالب والمدرس على حد سواء اذا احسن استخدامها واستخدمت للاغرا ض الخصصة من اجله وخلال الوقت المناسب لذلك. وفي الاونة الاخيرة انتشر استخدام الهاتف النقال (الموبايل) في المجتمع العربي بدرجة كبيرة وملفتة للنظر من اجل ان يواكب مجتمعنا التقدم والتطور حيث اصبح كل مواطن عربي يمتلك هاتفا نقالا واحدا على الأقل. وهناك العديد من الأنواع الحديثة من هذا الجهاز والتي تحتوي على العديد من التطبيقات والبرامج مما يجعلها متعددة الاستخدامات ولأغراض مختلفة ويعد الهاتف النقال احد منجزات الثورة العلمية والتكنولوجية الحاصلة في عالم اليوم والذي استطاع الدخول في جميع جوانب الحياة. حيث أصبح الهاتف النقال بانواعه المختلفة وتقنياته العديدة وتطبيقاته المختلفة التي لاحصر لها من ابرز مظاهر المدنية الحديثة لأنه استطاع تغيير كل مظاهر الحياة وجعلها اكثر يسرا وسهولة ودقة وسرعة. اذ نلاحظ أنه لايوجد شخص لايمتلك جهاز هاتف نقال خاص به. ولقد أدى التطور الكبير في تقنيات الهاتف النقال ومارافقها من تطورات كبيرة في تقنياته المختلفة والتي ادت الى أحداث ثورة عالمية كبرى في مجال نظم الاتصالات وتحسين فعاليتها بدرجة كبيرة والذي انعكس تأثيره بصورة ايجابية على التواصل الانساني ونشر المعرفة والثقافة العالمية بين مختلف البلدان. وهذا ادى الى انتشار استخدام الهاتف النقال في جميع مفاصل الحياة وميادينها المختلفة ومن بينها المجال التعليمي.