كتاب الحادي عشر من أيلول الإرهاب والإرهاب المضاد بقلم نعوم تشومسكي .. لقد تمت بشكل موسع مناقشة الهجمات في 11 أيلول/سبتمبر، لأنها غيّرت العالم بأسلوب دراماتيكي، ولأنه لا شيء سيبقى على حاله. وتبقى أهمية المناقشة منوطة بالشخص المناقش، وكيف إذا كان الشخص الذي يناقش وبموضوعية هو غربي، أميركي بالتحديد، وكيف بنا إذا كان هذا المناقش هو "نعوم تشومسكي" الناشط السياسي والكاتب المعروف جداً في العالم أجمع، حيث كانت له آراء نزيهة حول سياسة أميركا التي هي في موضع اتهام وشك لدى العالم أجمع وذلك لأبعادها وخلفياتها وآثارها المستقبلية السيئة.
وفي هذا الكتاب مجموعة من المقابلات أجراها عدد من الصحفيين من مختلف المشارب مع نعوم تشومسكي، وذلك خلال الشهر الأول الذي تلا الهجمات في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 على مركز التجارة العالمي والبنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية). وقد أجريت معظم هذه المقالات عبر البريد الإلكترونى، وكان الكثير من الصحفيين أجانب، يتكلمون اللغة الإنكليزي ويكتبونها لغة ثانية، ويقول محرر هذه المقالات بأنه وعلى الرغم من أن بعض هذه المقابلات قد تمت بعد ثمانية أيام فقط من حدوث الهجمات؛ إلا أن عمليات التنقيح والإضافة والمراجعة بالنسبة للمحرر قد استمرت لتتلاءم مع آخر الأخبار المتسارعة، إلى أن تم إرسال الكتاب إلى المطبعة في 15 تشرين الأول، ومن ثم، فإن المقابلات المؤرخة في سبتمبر/أيلول قد تحتوي على إشارات لأحداث جرت في تشرين الأول/أكتوبر.
ويضيف المحرر قائلاً بأن تشومسكي كان قد كتب له خلال فترة التحرير والتنقيح قائلاً: "لقد انْتُزِعَتْ هذه الحقائق من التاريخ، وعلى المرء بشكل خاص أن يصرخ بها ويعلنها على رؤوس الأشهاد". وحقاً كانت مضامين إجابات تشومسكي عن أسئلة الصحفيين بمثابة صرخة ضمير، وكلمة حق تقال حول أميركا ونواياها، في حين افتقد هذا عن الكثيرين. لقد كشفت إجابات تشومسكي عن حقيقة الداخل الأميركي المريعة، كما حملت صوراً مذهلة من ضلوع أميركا في صناعة الإرهاب، وفي تشكيل المنظمات الإرهابية ودعمها، وفي اعتماد عملاء الاستبداد والطغيان في العالم، وتسليطهم على الشعوب.