كتاب الحجاج بن يوسف حاكم العراقين للمؤلف عمر أبو النصر ليس الحديث عن الحجاج حديثا لينا هينا، ولا هو من الذين يمضي اسمهم في التاريخ فلا يثير ضجة، ولا يستدعي خصومة مستمرة، قد تنتهي الى شيء من العنف ليس بقليل. اذن نحن امام ظاهرة عظيمة الخطورة بعيدة الاثر في دراسة التاريخ الاموي و تقديمه للقراء على الوجه
الاكمل و الاحسن. و المؤرخ المعاصر لا يستطيع ان يساير احد المذهبين في الحجاج دون ان يتلطف في درسهما لان من حق قرائه حين يعرض لهذين المذهبين ان يسألوه فيما يختصم انصار الحجاج و خصومه، و أن يحدد له موضوع الخصومه حتى يكون القارىء على بينة من أمره. أما ان الحجاج كان شديدا ظالما مستبدا فليس في ذلك شك ولا ريب. و اما انه اغرق في سياسة القمع و البطش إغراقا نعتقد بحق انه لم يكن له ما يبرره في كثير من الأحيان فهذا ايضا ليس فيه شك ولا ريب. ولكننا أمام ذلك لا نستطيع ان ننكر عليه خدماته للدولة الاسلاميه في عهده، فإذا لم يكن هو الذي وحد الناس على خليفة واحد في امبراطورية عربية واحدة فقد كان عاملا فعالا عظيما في هذا التوحد