كتاب الحرية بقلم كمال أبو ديب يتناول هذا الكتاب عددا من المعضلات التي تتناهش الوجود العربي في مكوناته الثقافية والسياسية والاجتماعية، والاقتصادية، محاولاً رصد البنى المولّدة الأساسية لهذا الوجود لبلورة استجابات فكرية جذرية ثورية التوجه تكشف خطورتها على الحياة العربية، وعلى علاقة العرب بأنفسهم وبالعالم الخارجي في زمن التغييرات
الهائلة التي تطرأ على الكون والمعرفة والتكوينات الاجتماعية والتيارات السياسية والاقتصادية.وبحسب أبو ديب، فإن جمع هذه المقالات في كتاب ونشرها في الوقت الحاضر يكشف أن الصراع من أجل الحرية والتقدم والمعرفة والحداثة والديمقراطية والعدالة والقيم الإنسانية ليس ابتكاراً أميركياً أو أوروبياً حقن به الغرب عروق بعض الشباب العرب، عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ومنها "فيسبوك"، بل هو عريق في الوعي العربي، وفي نشاط الكتاب والكاتبات العرب، ولولا كتاباتهم من عام 1850 وحتى الآن لما خطا العالم العربي خطوة واحدة خارجاً من لحد التخلف والطغيان، كما قصد أبو ديب نشرها دون حذف أو تعديل لتظل شاهدة على عصر وعلى سيرة صاحبها في آن واحد.ويعاين الكتاب ما حققه العرب من إنجازات مهمة منذ عام 1916-2016 منها تحرر المرأة، والتطور بالتعليم، والبحث العلمي والمجتمعي والسياسي، والإبداع الأدبي، وإدراك الطبيعة "الدنيوية" للوجود الإنساني، ثم يعود ويعاين انهيار هذه الإنجازات خلال السنوات الأخيرة، بمعاول التخلف التي يسود أصحابها من جديد، وفقا لصحيفة "الاتحاد".ويرى أبو ديب في كتابه أن المفاتيح الأساسية لدراسة السلطة، بمفهومها المطلق، هي تشريح إنشاء تلك السلطة، أي جهازها اللغوي الذي به تجسد رؤياها للعالم وهيمنتها، وبهذا الجهاز اللغوي أيضاً تضمن بقاءها واستمراريتها، ويحث المؤلف على فهم إنشاء الجهاز اللغوي للسلطة في الثقافة العربية على جميع مستوياتها وفي كل أبعادها.ويؤكد المؤلف على أنه لا يسعى عبر ذلك إلى عزلة ثقافية، أو إلى قبول مفهوم عصبي للخصوصية العربية، لكنه يسعى إلى اكتشاف هذا الإنشاء من حيث طبيعته وأشكاله وفنونه وشروط إنتاجه وعلاقته بالعالم الذي أنتج فيه، ولدراسة فنون الكتابة وأجناسها في الثقافة العربية والثقافات الأخرى للوصول إلى العمل التحليلي المقارن الذي يجعلنا أكثر قدرة على فهم الإنسان.