كتاب الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة ج1
تأليف : صدر الدين الشيرازي
النوعية : الفكر والثقافة العامة
كتاب الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة ج1 بقلم صدر الدين الشيرازي ....يعتبر هذا الكتاب أهم كتب »الشيرازي«، حيث عرض فيه فلسفته، وقد قسمه إلى أربعة أسفار:السفر من الخلق إلى الحق.السفر بالحق في الحق.يقابل الأول لأنه من الحق إلى الخلق بالحق.يقابل الثاني من وجه لأنه بالحق في الخلق.السفر هو الحركة عن الوطن أو الموقف متوجهاً إلى المقصد بطيّ المراحل وقطع المنازل، وهو صوريّ مستغنٍ من البيان، ومعنويّ وهو على ما اعتبره أهل الشهود أربعة، الأول السفر من الخلق إلى الحق برفع الحجب
الظلمانيّة والنورية التي بين السالك، وبين حقيقته التي هي معه أزلاً وأبداً، وإن شئت قلت بالترقي من مقام النفس في مقام القلب، ومن مقام القلب في مقام الروح ومن مقام الروح إلى المقصد الأقصى والبهجة الكبرى وهو الجنة المزلفة للمتقين، ماذا وصل السالك إلى المقصود برفع الحجب فيه وبين ربه يشاهد جمال الحق ويفني ذاته فيه، فإذا أغنى السالك ذاته فيه تعالى ينتهي سفره الأول وعندها يأخذ في السفر الثاني، وهو سفر الحق إلى الحق وإنما يكون بالحق لأنه جبار ولياً وجوده وجود حقاً، فيأخذ في السلوك من موقف الذات إلى الكمالات واحداً بعد واحد حتى يشاهد جميع كمالاته وينتهي السفر الثاني في الفناء في الذات الإلهية، ويأخذ بالسفر الثالث، وهو السفر في الحق إلى الحق بالحق، ويأخذ بعدها بالسفر الرابع وهو الخلق إلى الخلق بالحق.هذه هي الأسفار الأربعة التي حاول المؤلف الكشف عنها، سالكاً في ذلك طريق الجمع بين المشائية والإشراقية والإسلام، أي يذكر الأدلة المنطقية على مطلوبه، ويذكر مكانته بكاشفاته ومشاهداته العرفانية، ويستشهد بالأدلة السمعية. هذا وإن فلسفة صدر الدين الشيرازي تبتني في هذه الأسفار العقلية الأربعة خصوصاً وفي كل ما ألف بصورة عامة، على حصر العلوم الحقيقية والمعارف اليقينية في العلم بالله وبصفاته وملكه وملكوته، والعلم باليوم الآخر ومنازله ومقاماته، لأنه يجد أن الغاية المطلوبة هي تعليم ارتقاء الإنسان من حضيض النقص إلى أوج الكمال (الذي لا حد له بالنسبة إلى الإنسان خاصته من بين سائر المخلوقات)، وبيان كيفية سفره إلى الله تعالى حيث يقول في هذه الأسفار"غرضنا فيه بيان طريق الوصول إلى الحق، وكيفية السير إلى الله.مما مرّ يمكن القول بأن لصدر الدين شيرازي فلسفته تدور حول فكرة واحدة يسعى إليها جاهداً في هذه الأسفار، وفي كل ما ألف، وهي تلخصها عبارة له من " أن الشرع والعقل متطابقان، وهذا بحدّ ذاته يمثل الدعوة إلى الجمع بين المسائية والإشراقية والإسلام، وهذه بمجملها فيه مؤسساً لدارسة فلسفية إسلامية جديدة، بكل ما لهذه الكلمة من معنى، في الفلسفة الإلهية، والتي يمثلها صدر الدين شيرازي حق التمثيل في كتابه هذا "الأسفار العقلية الأربعة" وتجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب بالرغم من غزارة مادته، وبلوغه الغاية القصوى في تحليل أدق النظريات العلمية وتطبيق بعضها مع بعض، والجمع بين كثير من الآراء التي كان يعتقد فيها أشدّ مراحل الخلاف، والتي كانت على طرفي النقيض حسب ما نظر إليه المتقدمون، وما بذله المؤلف في التوفيق بين تلك النظريات وما تقتضيه الأصول الإسلامية، والشرائع السماوية بصورة عامة، بالرغم من كلّ ذلك لا يوجد هناك كتاب علمي كهذه الموسوعة أو غيره من الكتب الفلسفية ولا آراء علمية، ولا نظرية عقلية تكاد تسلم من النفي والإثبات، والنقض والإبرام، والقول بصحتها عن بعض ومفاسدها من الآخرين.ومن هنا يظهر أن التطبيقات التي أتعب بها نفسه الفيلسوف الشيرازي في هذه الأسفار، وحتى غيره من الفلاسفة الإسلاميين؛ فإنما هي آراء علمية، ونظريات شخصية لا مساس لها لجوهر الدين، والأصول الاعتيادية المفروضة للمسلمين التمسك بها، وعقد القلب عليها.