كتاب الحملة الطرهونية على الغلاة بقلم محمد بن رزق الطرهوني نحن لا ننكر أن قوى خارجية، لها يد في إثارة النعرات الطائفية كي يتسنّى لها تقسيم العالم العربي على أساس ديني عرقي.لكن جذور الفتنة موجودة بالقوّة في الدين، ولولا وجودها لما استطاع المُتآمِرُ النّبش عليها واستخراجها من النصوص "المقدسة"، وإعادة غرسها في أذهان المسلمين.والمثقفون
العرب المحدثون، المَحسوبون على العلمانية والعقلانية والانفتاح، كيف واجهوا هذه القضية المصيرية؟ إن عِلمانيّتهم وعقلانيّتهم لم تَمنعهم من التهجّم على الأديان الأخرى، واتّهامها بالكذب والتحريف والرذيلة، وإعلان الحرب عليها وعلى أتباعها. وقد ركّزوا حربهم خصوصا على المسيحية . اخترتُ من بين هؤلاء المفكرين العرب أربعة: يوسف زيدان، يوسف الصدّيق، محمد عابد الجابري، ومحمد الطالبي.الغرض الأساسي من هذا العمل ليس الدفاع عن أيّ دين من الأديان التوحيدية وإنما تفكيك خطاباتها ونَقْدها في العمق، وخصوصا نقد المفكرين الذين يَتحيّزون إليها، والتّنبيه على خطرهم على التعايش السلمي بين البشر