كتاب الخروج من الأرض بقلم ميشيل حنا..تبدو الأرض واسعة جدا بالنسبة لنا، نـحن الكائنات الصغيرة التافهة التي نعيش عليها، بمجرد أن نخرج من مدننا الصغيرة إلى رحاب الصحاري، أو نـحاول مدّ البصر عبر مياه البحار إلى الشاطيء الآخر، حتى يتبين لنا مدى ضآلتنا والاتساع الهائل للكوكب الذي نعيش عليه. لكن كل هذه المساحات الشاسعة لا تساوي ذرة مقارنة بالبيت الكبير الذي ننتمي إليه: المجموعة الشمسية بكل ما تحويه من كواكب وأقمار وأجرام. فأرضنا في الحقيقة لا تساوي شيئا مقارنة بالأحجام الهائلة للكواكب الغازية كالمشترى وزحل،
بل إن العاصفة الحمراء المستعرة فوق المشترى يمكنها أن تبتلع ثلاثة كواكب بحجم كوكبنا! بينما كل الكواكب مجتمعة لا يمكن مقارنتها بالكتلة المذهلة للشمس. أما المجموعة الشمسية نفسها فليست سوى بقعة باهتة في أحد أركان مجرة مترامية الأطراف تحتوي على ملايين النجوم تدعى درب التبانة.
لكم نـحن صغار وتافهون في هذا الكون الشاسع العاتي. لكننا لن ندرك هذه الحقيقة إلا إذا فتحنا أعيننا على اتساعها، ووجهنا نظرنا إلى الأعلى، محاولين إدراك أين نقع بالضبط وسط هذه المعجزة الكونية التي تدور في أنظمة محكمة دون أن نشعر بها أو ننتبه إليها.
دعونا نفتح أعيننا وننظر، ونـحرك عقولنا ونفكر. دعونا نـحاول إدراك ما يحدث حولنا من أحداث جسيمة لا نعرفها، دعونا نجرب استكشاف بيتنا الكبير الذي يحتوي على ملايين العجائب التي تنتظر اكتشافها.