وجاء في مقدمة الكتاب: إن الحب الذي هو أسمى الروابط التي تقوم عليها الأسرة لم يحظ بما يستحقه من الدراسة في أعمال الفقهاء، وظل الحديث عنه مقتصراً على كتب الأدب والشعر، وعلى ألسنة أهل الهوى الأمر الذي جعل الحديث عنه في الإطار الفقهي مستغرباً، ولا تنشأ منه قواعد فقهية متكاملة.
إني ألوم الفقهاء الذين عزفوا عن استعمال لفظة (الحب) في علاقات الخاطبين والمتزوجين واستبدلوا منها لفظة: حسن العشرة أو العشرة بالمعروف، ومن وجهة نظري فإن كلاً من اللفظين لا يعبر عن الآخر، فالعشرة بالمعروف التزام شرعي للمرأة والرجل لا خيار لأحدهما فيه، وقد جاء الوعيد الشديد في التفريط بهذه الحقوق، ويتولى القانون حماية هذه الحقوق على أساس المعطيات المادية.
أما (الحب) فهو إشراق من لون آخر، لا يملك القانون عليه أي رقابة، وإنما هو سلوك أخلاقي دقيق يرتبط بأعلى درج المثل، ويحمل الإنسان على تقديم التضحيات المختلفة في سبيل من يحب.
إن إعراض الفقهاء عن الحديث عن الحب كثمرة مباشرة للخطوبة، ورابط أساس في الزواج، أدى إلى غربة هذه الكلمة، وصار مجرد إطلاقها في أي سياق يرتبط مباشرة بالعلاقات المحرمة التي تنشأ في الظلام، وترتبط مباشرة بالخيانة الزوجية.
كتاب الخطوبة والحب الحلال تأليف محمد حبش
كتاب الخطوبة والحب الحلال بقلم محمد الخحبش..يتناول الكتاب بوجه خاص موضوع الخطوبة التي نطمسها عادة في أعرافنا الاجتماعية أو نختصرها بساعات محدودة مع أنها الفترة التي يولد فيها الحب ويزهر وينمو، وهي فترة ضرورية جداً لبناء حياة سعيدة.
كما يدافع المؤلف بشدة عن حق الرجال والنساء في الحب خلال فترة الخطوبة وليس بعد الزواج، ويؤكد أن الحب مقصد نبيل علمه النبي الأكرم في حياته الزوجية الطاهرة.