كتاب السيف والهلال

تأليف : رضا هلال

النوعية : السياسة

كتاب السيف والهلال بقلم رضا هلال..يناقش الكتاب العلاقة بين الجيش والسياسة فى تركيا، بالتركيز على الصراع بين المؤسسة العسكرية (الأتاتوركية العلمانية) والإسلام السياسى فيرصد تطور تركيا كمجتمع عسكرى بتأثير التراث العثمانى، ودور الجيش فى إقامة تركيا الحديثة وإلغاء الخلافة الإسلامية على يد أتاتورك، ثم دور الجيش بعد رحيل أتاتورك والتحول إلى التعددية الحزبية وعودة الإسلام كبديل للمشروع الأتاتوركى ويتناول الكتاب الانقلابات العسكرية فى أعوام 1960، 1971، 1980 وصعود الإسلام السياسى ورمزه، نجم الدين أربكان ثم صراع الجيش والإسلام السياسى حتى إبعاد أربكان وحل حزب الرفاه الإسلامى وتطورات المسألة الكردية،

 لينتهى إلى أنه صراع مستمر على الهوية والدور بل صراع على الدولة ويقسم رضا هلال كتابه عن تركيا ـ الذى يعد السادس فى سلسلة مؤلفاته ـ إلى سبعة فصول يتعرض الفصل الأول لدراسة التراث العثمانى للجيش التركى فيما يسميه المؤلف (إغواء الغرب) ويتناول نشأة الجيش العثمانى ودور ـ الانكشارية ـ كقوة رئيسية خلال فترة الفتوح العثمانية فى القرنين الرابع عشر والخامس عشر ثم تحول الانكشارية إلى قوة بريتورية ضد السلاطنة، حتى أنشأ السلطان سليم الثالث ـ الجيش الجديد ـ على النمط الأوروبى، ثم قضى السلطان محمود الثانى على الانكشارية وفك الارتباط بين الجيش والطرق الدينية، إلى إن دخل عصر التنظيمات (1839 ـ 1871)، فأصبح الجيش أول مجال للتحديث ـ التغريب، وأداة تحديث الدولة فيما بعد، وصولها إلى خلع السلطان عبد العزيز عام 1876 والمطالبة بالدستور، ثم ثورة تركيا الفتاه عام 1908 ويستعرض الفصل الثانى ـ الجيش والثورة الآتاتوركية ـ دور الجيش والغازى مصطفى كمال فى حرب التحرير الوطنية بعد هزيمة تركيا فى الحرب العالمية الأولى واحتلالها من قبل جيوش الحلفاء، وصولا إلى تحرير تركيا بحدودها الحالية، وإقامة النظام الجمهورى فى عام 1923، وإلغاء الخلافة الإسلامية عام 1924، ثم يتطرق إلى عملية تغريب تركيا، من إلغاء الطربوش (1925) وحل الطرق الدينية (1925) وتبنى القانون المدنى السويسرى (1926) وإلغاء اعتماد الإسلام كدين رسمى للدولة (1928) وتغيير حروف الكتابة من العربية إلى اللاتينية (1928) ورفع الأذان باللغة التركية (1932) ويبحث الفصل الثالث ـ صدام الأتاتوركية والديمقراطية وعودة الإسلام ـ مشروع الأتاتوركية كمشروع لتغريب وعلمنة مجتمع مسلم، ثم يتعرض لدور الجيش بعد رحيل أتاتورك وتحول النظام السياسى إلى التعددية الحزبية عام 1946، وعودة الإسلام ممثلا فى الطرق الدينية، النقشبندية والنورسية والحلمية والتيجانية، ثم كبديل للمشروع الأتاتوركى الذى ظل مشروعا فوقيا بيروقراطيا ويعرض الفصل الرابع ـ تدخل الجيش عامى 1960، 1971 إعادة هيكلة النظام ـ للانقلاب العسكرى الأول فى 27 مايو عام 1960 والانقلاب العسكرى الثانى فى 22 مارس 1971 ومن ثم دور الجيش فى إعادة هيكلة النظام السياسى (دستور عام 1960)، وفى تنمية وتحديث الاقتصاد التركى التصنيع لإحلال الواردات) وتأسيس أول حزب إسلامى (حزب النظام الوطنى) بزعامة نجم الدين أربكان ويناقش الفصل الخامس ـ تدخل الجيش عام 1980 ضرب اليسار والأسلحة المعتدلة ـ ظروف انقلاب 12 سبتمبر عام 1980، والإطار الجديد للحركة السياسية الذى فرضه الجيش (دستور 1982)، وتكريس دور الجيش فى الحياة السياسية التركية، كما يناقش دور الجيش فى ضرب اليسار، وتوظيف الإسلام من خلال طرح ـ الإسلامية المعتدلة ـ الذى تبناه أوزال، ومهد الطريق لصعود حزب الرفاه الإسلامى ويتابع الفصل السادس ـ صراع الأتاتوركية والرفاه الإسلامى ـ حركة صعود بديل ـ الرفاه الإسلامى ـ على خلفية أزمة مشروع ـ الأتاتوركية ـ، وينتقل إلى مسألة التعاون العسكرى التركى الإسرائيلى فى إطار صراع الجيش والرفاة، ثم إلى دور تركيا الإقليمى فى ظل الصراع الأتاتوركى ـ الإسلامى ويتطرق الفصل السابع ـ صدام الجيش والرفاه الإسلامى ـ إلى أحداث الانقلاب المدنى عام 1997 والذى أطاح فيه الجيش بحزب الرفاه وزعيمه أربكان من رئاسة الحكومة، بعد تغلغل الرفاه فى المجتمع والجيش، ثم فرض الوصاية العسكرية على حكومة يلماظ (المدنية)، ثم حل حزب الرفاه ومنع أربكان من النشاط السياسى، والدخول فى مواجهة مفتوحة ضد الإسلام السياسى يجمع رضا هلال خلاصة الملف التركى فى الفصل الثامن ـ تركيا بعد 75 عاما من الأتاتوركية ـ ففى 29 أكتوبر 1998 وخلال الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس مصطفى كمال أتاتورك لتركيا الحديثة غطت الملصقات والصور كل تركيا لتجعلها أشبه بروسيا وأوروبا الشرقية الستالينية، بدت الأمور وكأن تركيا تبحث عن ذاتها، وأن ـ تقديس ـ تماثيل صور أتاتورك ليس إلا محاولة مستميته للتشبث بلحظة فارقة قبل الدخول إلى ـ التيه ـ أو القفز إلى المجهول فقد أصبح مشروع أتاتورك متقادما، وتحول ملايين من الأتراك إلى مناهضته أو الانفكاك منه، فشهر الاحتفال بدأته النخبة العسكرية التركية بدق طبول الحرب ضد سوريا طالبة منها وقف دعمها لحزب العمال الكردستانى وتسليم زعيمه عبد الله أوجلان، ذلك لتظل تركيا بعد 75 عاما دولة محاطة بجوار من الأعداء من اليونان إلى أرمينيا إلى العراق وإيران وسوريا وبلغاريا، ولتبقى الدولة الوحيدة الصديقة والحليفة لتركيا فى الجوار هى إسرائيل التى تعتبر هى الأخرى محاطة بجوار عدائى وقبل ثلاثة أيام من الاحتفال كان المتظاهرون الأكراد يشتبكون مع الشرطة فى ضاحيتى ـ قاضى قوى ـ و ـ بيى أوغلو ـ فى إسطنبول، احتجاجا على العمليات العسكرية التى يمارسها الجيش التركى ضد الأكراد فى جنوب شرق تركيا، وهاجم المتظاهرون المنازل والمحال التجارية ونزعوا صور أتاتورك ولافتات وشعارات الاحتفال بالعيد الخامس والسبعون لتأسيس تركيا، وفى يوم الاحتفال، قام أحد أعضاء حزب العمال الكردستانى PKK بخطف طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية من مطار أدنة بينما استمرت عمليات الجيش وقوات الأمن ضد الأكراد فى ديار بكر وبمناسبة الاحتفال عمّت الجامعات التركية تظاهرت الطالبات المحجبات، احتجاجا على منع الحجاب فى الجامعات واعترض إسلاميون فى الصحافة التركية على إن يكون الاحتفال بتأسيس تركيا الحديثة احتفالا بأتاتورك وحده دون بقية الأتراك الذين ضحوا بحياتهم ودمائهم لتحرير تركيا من البريطانيين والفرنسيين والإيطاليين واليونانيين وكانت الإهانة الكبرى للأتراك فى العام الخامس والسبعين من الأتاتوركية هى الرفض الأوروبى لانضمامهم فى المستقبل القريب إلى الاتحاد الأوروبى فى نهاية 1997، قرر الاتحاد الأوروبى البدء بالمفاوضات حول انضمام دول من أوروبا الوسطى كبولندا والمجر وتشيكيا وسلوفينيا واستونيا فى حدود عام 2000، بالرغم من إن تلك الدول لم تقدم طلبات انضمامها إلا بعد انهيار جدار برلين، بينما يعود طلب تركيا غير الرسمى إلى أواسط الستينات، أما الطلب الرسمى فقدمته عام 1987، والأنكى إن تركيا لم تدرج حتى بين دول الحلقة الثانية، وهى بلغاريا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا التى ستأتى مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبى بعد عام 2005 والأكثر إهانة لتركيا إن الدول الأوروبية قررت دراسة طلب قبرص (اليونانية) للانضمام إلى الاتحاد، بما يعنى إن قبرص أقرب إلى المعايير الاقتصادية والسياسية المطلوبة فى الاتحاد الأوروبى وهكذا فإن تركيا، بالمعايير الاقتصادية والاجتماعية، وبعد 75 عاما من الأتاتوركية، لم تزل دولة نامية أو متسارعة النمو برغم الإنجازات الكبيرة وبالمعايير السياسية تعتبر تركيا ديمقراطية حيث لا تراعى حقوق الإنسان من المنظور الأوروبى إذ برغم التعددية السياسية وتداول السلطة بين الأحزاب، فإن الحكم لم يزل للعسكر فهم يعطون الحكومة للائتلاف الذى يرضون عنه فبعد إن أجبروا ائتلاف الرفاة الطريق الصحيح بزعامة الإسلامى نجم الدين أربكان على التخلى عن رئاسة الحكومة، فى يونيو عام 1997، كلفوا يلماظ بتشكيل الحكومة، فى حين إن عدد نواب حزبه (الوطن الأم) فى البرلمان كان أقل من عدد نواب الرفاه أو الطريق الصحيح فيعد الانقلاب العسكرى غير مقبول من أمريكا والاتحاد الأوروبى والنخبة الجديدة فى تركيا يفرض العسكريون على رئيس الدولة ورئيس الحكومة السياسات الخارجية والداخلية من خلال مجلس الأمن القومى، بدءا من إعلان الحرب على دولة مجاورة (سوريا) إلى القيام بعمليات عسكرية ضد الأكراد، والتحالف العسكرى مع دولة أخرى (إسرائيل)، وحتى تقرير ما إذا كانت النساء ترتدين غطاء الرأس أم لا، وحسم أمور التعليم فى المدارس، وتحديد ثلث ميزانية وزارة الدفاع إن الجملة الختامية التى ينهى بها رضا هلال، كتابه إن قدر تركيا هو الجمع بين الإسلام والحداثة أو المنازعة بين الإسلام والحداثة هى جملة القول فى هذا الموضوع المرتبك والمختلط وانتهاء فقد أجاد ـ رضا هلال ـ إجادة بالغة فى وصف التاريخ التركى الحديث وفى تحليل مكوناته وفى رصد العلاقة الجدلية بين ثنائيات الداخل ومفردات الخارج 

شارك الكتاب مع اصدقائك