فما العدالة التي تستند للصحابة ؟ هل المراد منها تلك الصفة المعروفة في الأذهان ؟ أو المراد منها عصمة الصحابي و حجية قوله وفعله ؟ و هل المراد في حجية قول الصحابي، حجية قوله كراو من الرواة ؟ أم أن حجية قوله من باب حجية اجتهاده ؟ ورأيه كمجتهد قد يصيب ويخطئ، هذا مع مراعاة اجتهاده بموازين الإجتهاد، أم أن حجية قوله وفعله من باب التفويض ؟ وله الحق في التشريع وإنه مشرع يخصص إطلاق وعموم الكتاب والسنة، فينسخ الأحكام ويحكم بما يراه فيؤخذ به ناسخا لما جاء به الكتاب والسنة، أو يحكم بكون ما يراه حكما بمنزلة السنة النبوية في ما لم يأت به الكتاب والسنة؟
من هنا كان على الباحث المتتبع في عدالة الصحابة أن يقف بإمعان على الآثار المترتبة عن العدالة وكيف أنها تكون في كثير من الأحيان مساوقة لآثار العصمة عند الإمامية وهذا ما يدعو إلى كثير مراجعة وتأمل !
وكذلك الحال في الصحابة، فهل كان المراد منهم جميع الصحابة الذين كانوا حول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - على أضيق التعاريف - ؟ أم أنهم الذين اتفقوا على بيعة أبي بكر وكان هواهم ورأيهم على ذلك ؟ إذن فما بال الذين قاطعوا السقيفة ولم يحضروها وكان فيهم خير الصحابة وأفضلها؟
كتاب الصحابة بين العدالة والعصمة - محمد السند البحراني
كتاب الصحابة بين العدالة والعصمة بقلم محمد السند البحراني..البحث حول الصحابة وعدالتهم كان وما يزال من أهم البحوث العقائدية بين المذاهب الإسلامية وقد عنى الكثير من الباحثين والكتاب في ملابسات هذا الموضوع مما يدل على مكانة هذا البحث وأهميته، من هنا جاء البحث في - الصحابة بين العدالة والعصمة - يتناول هذا الأمر الخطير، لكنه هذه المرة جاء برؤية جديدة ونظرة فاحصة دقيقة تعتمد على تحليل نظرية « عدالة الصحابة » وما يترتب عليها من آثار، وقد سلط الضوء في هذه الدراسة على جميع زوايا هذه الظاهرة وملابساتها، ابتداءا بولادتها وسر تبلورها، ومرورا بالآثار المترتبة عليها، وانتهاء بسلامة هذه النظرية أو فسادها.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.