كتاب الطريق إلى أرض العشاق من تأليف عمر اسرير .. تقديم
قصة الطريق إلى أرض العشاق، رحلة ماتعة بين ثنايا الجمال المكنون في تقاليدنا العريقة، على ضفاف جبال الأطلس، استمتعت فيها بحكي مثير ممتزج بمجاز وتصوير بليغين وأوصاف غزيرة دقيقة تحف عتبات ومسارات هذه الرحلة التي قام بها كاتبها الأستاذ عمر أسرير.
هي رحلة قصصية سردية تستكشف المبهر في تقاليدنا الّأصيلة لتصوره لنا في حلته الأصلية الطبيعية في قالب قصصي يزخر بأصالة الإبداع وجمال انتقاء الألفاظ المناسبة والمبدعة.
سافرت مع كاتبنا خلال هذه الرحلة فجبت الجبال معه ومخرت عباب المراسيم وتذوقت الأطعمة التقليدية باشتهاء اللفظ وكيف تم نسجه ببراعة تامة.
يدعونا كاتبنا عمر أسرير من خلال هذه القصة إلى استشفاف الغابر الراقي في تقاليدنا وعاداتنا. ومع ضآلة البحث واندثاره في هذا المجال نتيجة سلبيات العولمة وغزو الرقميات أبى كاتبنا إلا إحياء هذا الموروث وبوثقته على مزمار الشغف والإبداع.
إنه الجنوب الشرقي، الأمازيغي بطلته البهية، المتنوع في لباسه وتضاريسه وموسيقاه، الغني بالمراسيم والفنون المبهجة، الندي بابتسامة وكرم أهله الطيبين. من هذه الربوع التصويرية انطلق كاتبنا في رحلته بين الراشيدية ومكناس عبر إملشيل، أموكر، أيت حديدو ليبلغ أرض "إسلي" و"تسليت"، ويطلعنا على قصة من ألف ليلة وليلة بصبغة مغربية خالصة.
لم يكتف الكاتب بتناول المعنى واللفظ الشفهي التاريخي للقصة ودلالاتهما اللغوية أو السردية التاريخية فقط، بل زخرفها بواقع المكان وعلاقته بالوجود الفعلي لعناصر القصة والتموقع العجيب لبنيتها وفق ذلك، مما يدل على شغف قديم وميزة إبداعية فريدة لديه، ألا وهي البحث والتوثيق وفق قالب إبداعي محض يروق المتلقي. وهي خاصية فريدة قلما تجدها في مبدع.
تقديم الكاتب والإعلامي: "عمر لوريكي"
