، كان لها وقع المفاجأة. الرواية الأولى أخذت عنوان العاشق، وفيها يرسم المؤلف صوراً للنسيج النضالي، الذي يجسده المناضلون الفلسطينيون، أما من الرواية الثانية والمعنونة "بالأعمى والأطرش" فيستعيد كنفاني رموزه، كلفة يضعها داخل بنية لغوية-شعرية، مدهشة.
فالحوار بين الأعمى والأطرش، وبحثهما المشترك عن الولي، هما مؤشرات مليئان بالولالات وعندما يلتقيان أمام الضريح يكتشفان: "أنه فطر، مجرد فطر، ثم أدركت أنه لا يسمع، صحت بصوت عال أنه "فطر". هكذا يصرخ الأعمى. أما جواب الأطرش فهو أكثر هذه. "يسمونه أيضاً فقعا وسكت. سأظل كل عمري أضحك على نفسي كلما أتذكر أنني جئت أطلب من حبة فقع أذنين أسمع بهما". قد تكون هذه الرواية، لو اكتملت، هي أهم ما كتبه كنفاني. لكنها، تبقى وهي غير مكتملة، شهادة أدبية نادرة. أما الرواية الثالثة والمعنوية "برقوق نيسان". فيستعيد كنفاني أجواء "عائد إلى حيفا" لكنه يقوم بقلب لطرف المعادلة، فأبو القاسم الذي ينكر جثة ابنه الشهيد، هو الوجه الآخر لسعيد س... ثلاث روايات غير مكتملة، تقدم في عدم اكتمالها الصورة الرمزية الكبرى، التي لم يستطع كنفاني أن يكتبها على الورق. صورة الكاتب الذي من شدة التصاقه بأبطاله، يصبح هو البطل الرئيسي في روايات لم يكتبها، وصورة الرواية، التي تختار مصيراً مشابهاً لمصائر أبطالها.
، كان لها وقع المفاجأة. الرواية الأولى أخذت عنوان العاشق، وفيها يرسم المؤلف صوراً للنسيج النضالي، الذي يجسده المناضلون الفلسطينيون، أما من الرواية الثانية والمعنونة "بالأعمى والأطرش" فيستعيد كنفاني رموزه، كلفة يضعها داخل بنية لغوية-شعرية، مدهشة.
فالحوار بين الأعمى والأطرش، وبحثهما المشترك عن الولي، هما مؤشرات مليئان بالولالات وعندما يلتقيان أمام الضريح يكتشفان: "أنه فطر، مجرد فطر، ثم أدركت أنه لا يسمع، صحت بصوت عال أنه "فطر". هكذا يصرخ الأعمى. أما جواب الأطرش فهو أكثر هذه. "يسمونه أيضاً فقعا وسكت. سأظل كل عمري أضحك على نفسي كلما أتذكر أنني جئت أطلب من حبة فقع أذنين أسمع بهما". قد تكون هذه الرواية، لو اكتملت، هي أهم ما كتبه كنفاني. لكنها، تبقى وهي غير مكتملة، شهادة أدبية نادرة. أما الرواية الثالثة والمعنوية "برقوق نيسان". فيستعيد كنفاني أجواء "عائد إلى حيفا" لكنه يقوم بقلب لطرف المعادلة، فأبو القاسم الذي ينكر جثة ابنه الشهيد، هو الوجه الآخر لسعيد س... ثلاث روايات غير مكتملة، تقدم في عدم اكتمالها الصورة الرمزية الكبرى، التي لم يستطع كنفاني أن يكتبها على الورق. صورة الكاتب الذي من شدة التصاقه بأبطاله، يصبح هو البطل الرئيسي في روايات لم يكتبها، وصورة الرواية، التي تختار مصيراً مشابهاً لمصائر أبطالها.