كتاب العدل: الإسلاميون والحكم بقلم عبد السلام ياسين
2022-05-25
يسعى الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله في كتابه هذا إلى تحقيق عدة مقاصد، يمكن تلخيصها كالآتي:
1- الكشف عن الوسائل الكبرى لإكساب الإسلاميين في هذا العصر القدرة والفهم لإقامة حكم إسلامي قاعدته العدل وجماله الإحسان.
2- إعادة تأسيس التركيبة النفسية الاجتماعية التكافلية السياسية الفكرية للمجتمعات الإسلامية المشتتة التي طوَّح بها الاستبداد الممالئ لقوى الاستكبار.
3- نقد التغريب وأسبابه، والدعوة إلى الله وتقواه -وهو الصُّلب واللُّب في الكتاب- والحوار الهادف مع الفاعلين السياسيين والاقتصاديين، والدعوة إلى عدل الإسلام والتعاون على قيم الإسلام من أجل بناء مجتمع العمران الأخوي مجتمع التنمية والرحمة والرفق.
وذلك من خلال الإجابة عن الأسئلة الثلاث الكبرى التي حدَّدها المؤلف في فاتحة الكتاب، والمتمثلة في:
السؤال الأول:
ماذا يريد الإسلاميون؟ ما أهدافهم؟ ما الشروط المنهاجية للتربية على الإيمان والتحلي بالرجولة والكفاءة لاقتحام العقبات التي أمامهم؟ سؤال عالج به المؤلف:
حقيقة القوة السياسية التغييرية التي يمثلها الإسلاميون.
ما يحمله الإسلاميون من إرادة مُقْتَحِمَة، وما يرسمونه من أهداف.
موقف الإسلاميين من قضايا: المرأة والوحدة وتطبيق الشريعة وعلاقة الدعوة بالدولة.
ما يحتاجون إليه من بناء قلبي إيماني ورباط ولائي جماعي.
السؤال الثاني:
ما سلوك هذه القوة الاقتحامية في عالم العقبات المختلفة، بتطوره العلمي وعولمية اقتصاده وأمراضه الحضارية وتربص الأعداء به؟
ومن خلاله تطرق المؤلف إلى:
العقبات الخارجية المتمثلة في عالم يحيى مخاضا مذهلا على شتى الأصعدة.
سلوك القوة الاقتحامية الإسلامية أمام القوى المعادية للإسلام.
نظرة المنهاج النبوي لقضايا: حقوق الإنسان، ومسألة التنمية والتقدم والتخلف،
وقضايا الحوار مع الآخر، والوقوف إلى جانب المستضعفين في وجه الاستكبار العالمي والمحلي.
السؤال الثالث:
ما العمل مع الأحزاب اللائيكية، والنُّخب المُغرَّبة، والأنظمة الموروثة، ومفاهيم حقوق الإنسان والديموقراطية، والمديونية، والتبعية الاقتصادية؟
وهو سؤال يعرض لـمسألة ما يسمى بـ"الحل الإسلامي"؛ ماهيته وثمنه وأسلوبه، وعلاقة الوحي بالعقل وموقع اللائيكية من ذلك؛ وميثاق جماعة المسلمين، القائم على: المروءة والأخلاق، والرفق والحوار والتفاهم، ونبذ العنف والكراهية، والشورى والعدل والإحسان.
ويوظف المؤلف منهجا علميا فريدا في كتابه هذا، يعتمد على آليات قرائية تجمع بين عدة قراءات:
القراءة التأصيلية: وهي القراءة المستندة إلى نصوص الوحي (قرآن ونبوة)، وإلى التجربة الراشدة للخلفاء بعد مرحلة النبوة الخاتمة.
القراءة التاريخية الشمولية: وهي القراءة التي تضع الأحداث في شروط إمكانها التاريخية، مظروفة بزمانها ومكانها وأعراف أهلها وسياقات وقوعها.
القراءة التجديدية المتوازنة: الفاقهة للواقع المنـزلة لنصوص الوحي في واقع الناس بضوابط الاجتهاد الفقهي المقاصدي الجامع غير المجزئ ولا المشيء.
القراءة الحوارية الكونية: التي تستدعي عناصر إنسانية وفكرية وفلسفية متباينة.
القراءة التأسيسية الإجرائية: المنظرة المقعدة الراسمة للخطوط الكبرى مع ترك التفاصيل التطبيقية لمن يتصدى مستقبلا لتنـزيل المنهاج السياسي المقترح.
ويقدم المضمون العام للكتاب نظرة تدعو إلى جعل سير الإنسان في دنيا الناس سيرا سالكا في طريق الآخرة، بشكل يتوازى فيه الإحسان والعدل، فيرى في الإحسان عدلا ويرى في العدل إحسانا. وهذا ما يجعل فهم كثير من قضايا الكتاب تتطلب دراسة نسقية لأمهات كتب الإمام ياسين.
فكتاب العدل هو كتاب تفصيلي لما تم إجماله من قضايا الحكم والسياسة والتغيير المجتمعي في كتاب (المنهاج النبوي)، كما أن الروح التربوية السارية في الكتاب ـ كغيره من كتب الإمام رحمه الله ـ والتي تربط قضايا النقاش السياسي بالمصير الأخروي وبالبعد الغيبي والإحساني يجعل من دراسة كتاب "الإحسان" بجزأيه خطوة ضرورية لفهم كامل للنظرة المنهاجية لتلك القضايا.
إن نظرية الإمام في التغيير المستندة إلى المنهاج النبوي نظرية متكاملة، أساسها اقتحام العقبة النفسية لبلوغ مقامات "الإحسان"، وأفقها إقامة "العدل" في شكل نظام إسلامي عادل عنوانه الخلافة على منهاج النبوة. يقول الإمام رحمه الله: "تنطلق خُطانا المنهاجية من قواعد الشِّرْعة، يستنير القلبُ بنورها، والعقل بعلمها، والنّظر بمفاهيمها، والإرادة بحافزها وداعيها وندائها، لنقتحم العقبة إلى الله عز وجل. هكذا نفكر وهكذا نعمل. والخلافة على منهاج النبوة هي الأفق" .
وبهذا يتصدى كتاب "العدل: الإسلاميون والحكم" لبسط الخطوط الكبرى للمشروع السياسي الذي تقترحه نظرية الإمام في التغيير بمعناه الشامل. ويتكامل بشكل بديع وعجيب مع كتاب "الإحسان"، حيث يشكل الكتابان جناحي المشروع المنهاجي الذي دعا إليه الإمام وربى عليه أجيالا من الملتفين حوله.
1- الكشف عن الوسائل الكبرى لإكساب الإسلاميين في هذا العصر القدرة والفهم لإقامة حكم إسلامي قاعدته العدل وجماله الإحسان.
2- إعادة تأسيس التركيبة النفسية الاجتماعية التكافلية السياسية الفكرية للمجتمعات الإسلامية المشتتة التي طوَّح بها الاستبداد الممالئ لقوى الاستكبار.
3- نقد التغريب وأسبابه، والدعوة إلى الله وتقواه -وهو الصُّلب واللُّب في الكتاب- والحوار الهادف مع الفاعلين السياسيين والاقتصاديين، والدعوة إلى عدل الإسلام والتعاون على قيم الإسلام من أجل بناء مجتمع العمران الأخوي مجتمع التنمية والرحمة والرفق.
وذلك من خلال الإجابة عن الأسئلة الثلاث الكبرى التي حدَّدها المؤلف في فاتحة الكتاب، والمتمثلة في:
السؤال الأول:
ماذا يريد الإسلاميون؟ ما أهدافهم؟ ما الشروط المنهاجية للتربية على الإيمان والتحلي بالرجولة والكفاءة لاقتحام العقبات التي أمامهم؟ سؤال عالج به المؤلف:
حقيقة القوة السياسية التغييرية التي يمثلها الإسلاميون.
ما يحمله الإسلاميون من إرادة مُقْتَحِمَة، وما يرسمونه من أهداف.
موقف الإسلاميين من قضايا: المرأة والوحدة وتطبيق الشريعة وعلاقة الدعوة بالدولة.
ما يحتاجون إليه من بناء قلبي إيماني ورباط ولائي جماعي.
السؤال الثاني:
ما سلوك هذه القوة الاقتحامية في عالم العقبات المختلفة، بتطوره العلمي وعولمية اقتصاده وأمراضه الحضارية وتربص الأعداء به؟
ومن خلاله تطرق المؤلف إلى:
العقبات الخارجية المتمثلة في عالم يحيى مخاضا مذهلا على شتى الأصعدة.
سلوك القوة الاقتحامية الإسلامية أمام القوى المعادية للإسلام.
نظرة المنهاج النبوي لقضايا: حقوق الإنسان، ومسألة التنمية والتقدم والتخلف،
وقضايا الحوار مع الآخر، والوقوف إلى جانب المستضعفين في وجه الاستكبار العالمي والمحلي.
السؤال الثالث:
ما العمل مع الأحزاب اللائيكية، والنُّخب المُغرَّبة، والأنظمة الموروثة، ومفاهيم حقوق الإنسان والديموقراطية، والمديونية، والتبعية الاقتصادية؟
وهو سؤال يعرض لـمسألة ما يسمى بـ"الحل الإسلامي"؛ ماهيته وثمنه وأسلوبه، وعلاقة الوحي بالعقل وموقع اللائيكية من ذلك؛ وميثاق جماعة المسلمين، القائم على: المروءة والأخلاق، والرفق والحوار والتفاهم، ونبذ العنف والكراهية، والشورى والعدل والإحسان.
ويوظف المؤلف منهجا علميا فريدا في كتابه هذا، يعتمد على آليات قرائية تجمع بين عدة قراءات:
القراءة التأصيلية: وهي القراءة المستندة إلى نصوص الوحي (قرآن ونبوة)، وإلى التجربة الراشدة للخلفاء بعد مرحلة النبوة الخاتمة.
القراءة التاريخية الشمولية: وهي القراءة التي تضع الأحداث في شروط إمكانها التاريخية، مظروفة بزمانها ومكانها وأعراف أهلها وسياقات وقوعها.
القراءة التجديدية المتوازنة: الفاقهة للواقع المنـزلة لنصوص الوحي في واقع الناس بضوابط الاجتهاد الفقهي المقاصدي الجامع غير المجزئ ولا المشيء.
القراءة الحوارية الكونية: التي تستدعي عناصر إنسانية وفكرية وفلسفية متباينة.
القراءة التأسيسية الإجرائية: المنظرة المقعدة الراسمة للخطوط الكبرى مع ترك التفاصيل التطبيقية لمن يتصدى مستقبلا لتنـزيل المنهاج السياسي المقترح.
ويقدم المضمون العام للكتاب نظرة تدعو إلى جعل سير الإنسان في دنيا الناس سيرا سالكا في طريق الآخرة، بشكل يتوازى فيه الإحسان والعدل، فيرى في الإحسان عدلا ويرى في العدل إحسانا. وهذا ما يجعل فهم كثير من قضايا الكتاب تتطلب دراسة نسقية لأمهات كتب الإمام ياسين.
فكتاب العدل هو كتاب تفصيلي لما تم إجماله من قضايا الحكم والسياسة والتغيير المجتمعي في كتاب (المنهاج النبوي)، كما أن الروح التربوية السارية في الكتاب ـ كغيره من كتب الإمام رحمه الله ـ والتي تربط قضايا النقاش السياسي بالمصير الأخروي وبالبعد الغيبي والإحساني يجعل من دراسة كتاب "الإحسان" بجزأيه خطوة ضرورية لفهم كامل للنظرة المنهاجية لتلك القضايا.
إن نظرية الإمام في التغيير المستندة إلى المنهاج النبوي نظرية متكاملة، أساسها اقتحام العقبة النفسية لبلوغ مقامات "الإحسان"، وأفقها إقامة "العدل" في شكل نظام إسلامي عادل عنوانه الخلافة على منهاج النبوة. يقول الإمام رحمه الله: "تنطلق خُطانا المنهاجية من قواعد الشِّرْعة، يستنير القلبُ بنورها، والعقل بعلمها، والنّظر بمفاهيمها، والإرادة بحافزها وداعيها وندائها، لنقتحم العقبة إلى الله عز وجل. هكذا نفكر وهكذا نعمل. والخلافة على منهاج النبوة هي الأفق" .
وبهذا يتصدى كتاب "العدل: الإسلاميون والحكم" لبسط الخطوط الكبرى للمشروع السياسي الذي تقترحه نظرية الإمام في التغيير بمعناه الشامل. ويتكامل بشكل بديع وعجيب مع كتاب "الإحسان"، حيث يشكل الكتابان جناحي المشروع المنهاجي الذي دعا إليه الإمام وربى عليه أجيالا من الملتفين حوله.