100 هل نمتلك خيالا وفنطازيا قادرة على استشراف المستقبل؟ ماذا لو فكرنا بماذا سيحدث للعراق بعد مئة عام من الغزو الأميركي البريطاني الذي حدث في العام 2003 وغير مجرى الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية لهذا البلاد الجميلة؟ هذا هو السؤال الذكي الذي طرحته دار كوما بريس البريطانية على 10 كتاب عراقيين، كتاب العراق + ليكتبوا قصصا مستوحاة من هذا السؤال، فصنعت منه كتابا مبتكرا بموضوعته وكتابته، وعند إصداره في طبعتين واحدة في بريطانيا والأخرى في أمريكا كتبت عنه صحيفة النيويورك تايمز بأنه أفضل كتاب صدر في العام 2016. لقد تشعب هذا السؤال في قصص العراقيين ليطول خيالهم قرنا كاملا بعد هذه العلامة السياسية الفارقة، وتحول السؤال إلى فضاء وعناصر من الخيال العلمي والفنطازيا والواقعية السحرية. وتشعب السؤال إلى أسئلة أخرى، هل ينعم العراق بالاستقرار والسلام؟ هل ستتغير قيم الناس وعاداتهم وأحوالهم؟ هل سيتحول العراق إلى مجتمع آخر؟ كيف ستكون أوضاعهم العلمية والسلوكية والعمرانية؟
لقد أجابت القصص العشرة بأجوبة مختلفة مستحدثة عناصر حضارية ولغوية وعمرانية متنوعة، تتلاءم مع الصورة المستقبلية للعراق، ومتجاوزة الطريقة التقليدية باستثارة العواطف والمناجيات والتراجيديا، واستبدلتها برؤيا ذات أبعاد خيالية ولكنها تستمد عناصرها أيضا من الواقع، وتمكن القاريء أيضا من النظر إلى الواقع.
قصص جميلة في حبكاتها، رائعة في شخوصها، ومتجاوزة لمراحل عديدة من الأدب الذي بقي أسيرا لمنطيته وأشكاله التقليدية، بل أبهر الكتاب العراقيون في هذه الأنطلوجيا نقاد الأدب في بريطانيا وأميركا.