كتاب العرب واليهود في التاريخ

كتاب العرب واليهود في التاريخ

تأليف : أحمد سوسة

النوعية : التاريخ والحضارات

حفظ تقييم
كتاب العرب واليهود في التاريخ للمؤلف أحمد سوسة لقد كتب كثيرون وبحث عديدون في تاريخ اليهود وفلسطين حتى أصبحت لدينا آلاف مؤلفة من الكتب والمعاجم والقواميس، وكلها تبحث في تاريخ اليهود وكتبهم المقدسة بحيث لا يخرج القارئ الغريب عن الموضوع إلا وقد انطبع في ذهنه بأن اليهود هم بناة الحضارة، وهم دعاة عقيدة التوحيد، وهم

 مؤسسو الثقافة العالمية الخ... والكتّاب الذين اندفعوا في هذا الاتجاه فريقان، يتألف الفريق الأول من رجال الدين، اليهود والنصاري، المتعصبين للتوراة وهم الأكثرية، أما الفريق الثاني فيتألف من علماء وكتّاب، انخرطوا في سلكهم، وكانوا قد أخذوا على عاتقهم تقصي الحقائق التاريخية لكن أكثرهم أصبحوا من غير أن يشعروا دعاة لليهود قبل أن يتوصلوا لأن يكونوا رواد علم وحقائق. ومن الثابت أن سكان فلسطين الأصليين القدماء، وقد كانوا كلهم عرباً، هاجروا من جزيرة العرب إثر الجفاف الذي حلّ بها، فعاشوا في وطنهم الجديد "كنعان" أكثر من ألفي عام قبل ظهور النبي موسى عليه السلام وأتباعه على مسرح الأحداث، وقد أخذ الموسويون بعد ظهورهم في أرض كنعان بلغة الكنعانيين وثقافتهم وحضارتهم وتقاليدهم. هذه حقيقة تاريخية ثابتة، أيدتها المكتشفات الأثرية الأخيرة، وأخذ بها العلماء بالإجماع تقريباً. إلا أن أكثر العرب الذين كتبوا في التاريخ حضارة العرب، لم يتناولوا هذا الدور في بحوثهم إلا عوضاً. ولسد هذه الثغرة جاء كتاب الدكتور أحمد سوسة "العرب واليهود في التاريخ" والذي ابتغى من ورائه تعريف القارئ بحقيقة تاريخ فلسطين القديم قبل ظهور النبي موسى عليه السلام وأتباعه على مسرح الأحداث، ومن ضمن ذلك دور الحضارة العربية في تكوين المجتمع الفلسطيني القديم، وتصحيح الخطأ الشائع الذي وقع فيه أكثر الكتّاب والمؤرخين العرب من إرجاع تاريخ اليهود إلى عهود قديمة لم يكن لهم أي وجود فيها، متقيداً فيما كتبه تقيداً تاماً بالأسلوب العلمي، مثبتاً المكان أينما استوجب ذلك، سوى الاستنتاجات والآراء الشخصية التي أبداها المؤلف استناداً إلى تلك المظان. وذلك في مجال عرضه لآراء الباحثين الأجانب بوجه خاص مشيراً إلى نظرياتهم المستندة إلى دراساتهم واكتشافاتهم الأثرية فيما يتصل بموضوع هذا البحث، وهي نظريات وآراء قد يكون فيها ما لا ينسجم مع التقاليد والمفاهيم الشائعة والمؤلف يقوم بذلك لاعتقاده بأنه لا يصح أن يبقى العرب في معزل عما يبحثه الأجانب في موضوع يتعلق بصميم حياة الأمة العربية وتاريخ فلسطين لذا فإن هذا الكتاب يعد بحق من أجل المؤلفات الوثائقية وأصرف المراجع الباحثة في هذا الموضوع. سلك المؤلف في تحقيقاته وتقنياته النهج الموضوعي الرصين والأسلوب العلمي المجرد عن كل عاطفة وهوى، مما يجعل من الكتاب وثيقة تاريخية يفاخر بها.