كتاب العلم الجذل تأليف فريدريك نتشه .. قد يحتاج هذا الكتاب لأكثر من مقدمة؛ ومع ذلك يبقى الشك بأن تستطيع مقدمات أن تؤثر بامرئ لم يعش التجربة المسبقة لهذا الكتاب ، يبدو أنه مكتوب بلغة رياح حقيقية: كل ما فيه حد ، مقلق ، متناقض ، كطقس نيسان ، بحيث يعيدنا دوماً إلى الشتاء القريب العهد ، كما إلى النصر على الشتاء ، هذا النصر الآتى ، الذى ينبغى أن يأتى والذى ربما كان قد جاء ... وهو يطفح بالعرفان بالجميل ، كأنما قد تحقق الحدث غير المأمول على الإطلاق ، جميل رجل قد شفى لأن الشفاء هو الحدث الميؤوس منه. إن هذا الكتاب كله ليس إلا عيداً يعقب طول حرمان وطول عجز ، ليس إلا ارتعاشات للقوى المتجددة ولعودة الإيمان بالغد وما بعده ، ليس إلا شعوراً فجائياً وهجس بالمستقبل بمغامرات وشيكة ، ببحار أعيد فتحها ، مؤلف جمع العديد من النصوص المفعمة بالحياة والنابضة بالروح يضاف إلى ذلك بعض الأبيات الشعرية فى مقدمة الكتاب وخاتمته.