كتاب العمارة في العصر الأموي

خالد السلطاني

التاريخ والحضارات

كتاب العمارة في العصر الأموي: الإنجاز والتأويل بقلم خالد السلطاني..توخت هذه الدراسة الكلام عن العمارة في العصر الأموي، انطلاقاً من أهمية تلك الفترة ولدورها في المسار التطوري للعمارة العربية الإسلامية، إذا اقترنت هذه الفترة بمرحلة التأسيس. ولهذا ضمحت مفردات البناء المحتوياتي لهذه الدراسة أن تعكس، بصدق، تلك المقاصد والغايات، مبتدئة بأهمية الفضاء المعماري الذي توافرت في بيئته أسباب ظهور هذه العمارة التي هي جزء لا تتجزأ من خصوصية تلك البيئة: البيئة بمعناها الفيزياوي-الجغرافي، ومعناها الاستدلالي-الثقافي.


وبشكل عام فقد تم تقسيم فصول هذه الدراسة، طبقاً للعناوين التي تتوخى الدراسة إثارة مواضيعها، فتم التطرق إلى الإنجازات المعمارية والتخطيطية إبان قيام الحكم الأموي، ولا سيما عمارة المساجد الجامعة، وعمارة القصور الريفية، كأنشطة رئيسية في الممارسة المعمارية لتلك الفترة فضلاً عن تناول "بناء المدن" أو "تمصيرها" إذا استعرنا المصطلح القديم. وكرس فصلاً إلى النشاط المعماري الخاص بأمثلة كثيرة من مباني المساجد الجامعة التي شيدت طيلة فترة تأسيس الدولة وكانت في مناطق وأقاليم مختلفة، مع أمثلة لمباني القصور المشيدة خارج مراكز التجمعات السكانية نشاطاً مميزاً، لا تزال آثاره ونماذجه الضخمة منتشرة في البوادي وخارج المدن وتثير عمارة هذه المباني كثيراً من الأسئلة التي يحسن الإجابة عنها.

وأفرد فصل من الدراسة لإشكالية التأثير والتفاعل في الناتج المعماري بالعصر الأموي، وهي إشكالية تعددت الآراء فيها، بتعدد المنطلقات والتوجيهات، وباتت في فترة ما وسيلة عند بعض الباحثين للتقليل من شأن إنجازات العمارة العربية-الإسلامية على وجه العموم، وإنجازات العمارة في العصر الأموي على وجه الخصوص، وتم في هذا الفصل إظهار أهمية التأثير والتفاعل بين الحضارات سلوكية مألوفة بل مطلوبة لجهة تعجيل فعالية تلقيح الأفكار، والإفادة من منجزات الآخر، وتطويعها، وتوظيفها في تحقيق المنجز المعماري للفترة التي نتكلم عنها.

وأخيراً، تناولت الدراسة المشهد المعماري في العصر الأموي وإشكاليات التأويل، انطلاقاً من أصالة المنجز، الذي تم في تطبيقات بنائية واسعة. وقد سعت الدراسة إلى أن تكون منطلقاتها واضحة ومباشرة في تناول الحدث المدروس. من دون مداخلات وإقحامات لا لزوم لها، كما اعتمد في دراسته المنجز المعماري، على نتائج بحوث مختلفة ذات نفس علمي عميق، قام بها علماء عديدون من مختلف البلدان، كانت دراساتهم وإجراءات تنقيباتهم وأعمال رسومهم ومخططاتهم، جزءاً أساسياً اعتمد في إتمام هذه الدراسة.

كما تم توظيف أدوات المناهج النقدية الحديثة وآلياتها لإضاءة "النص" المعماري المبني، وهي محاولة نزعم أنها جديدة، وغير مسبوقة في أدبيات التعاطي مع موضوع العمارة العربية-الإسلامية، كما تم الاستفادة كثيراً من مداخلات وكتابات المعماريين الحداثيين، وأدبيات نصوصهم التنظيرية لفهم وإدراك منجزنا المعماري.

شارك الكتاب مع اصدقائك